www.amalkayasseh.blogspot.com

2003/09/21

أين نحن من التزامنا تجاه الأمة؟

من منا لم يقرأ أقوال الزعيم أنطون سعاده؟
نحن نبني أنفسنا، فلسنا حزب كلام ولا حزب تمنيات.. نحن نبني أنفسنا حياة وحقاً، نبني أنفسنا زحفاً وقتالاً في سبيل قضية واحدة هي قضية أمة لا قضية أشخاص.

لا الشدائد تميتنا، ولا الأهوال تزعزع ايماننا، ولا قوة على وجه البسيطة تقدر أن تردنا عن غايتنا.
يجب أن نكون جريئين، فنعترف بأغلاطنا وندرس أسبابها جيداً إذا كنا نريد أن نحافظ على كرامتنا القومية وأن نتقدم مع الأمم الحية.

إن عهد الذل قد انقضى وقد وضعنا له حداً وابتدأنا عهد عز ومجد...وسنبقى رجاله المتمكنين... نصونه إلى النهاية.
فأين نحن من التزامنا تجاه الأمة؟
بعد بضعة أيام، في 28 الشهر، تأتي ذكرى الانتفاضة في فلسطين.
صحيح أننا نشارك في لجان دعم المعتقلين في سجون الاحتلال و في كذا لجنة ولجنة، ونصدر بيانات شجب لممارسات الصهاينة في جنوب الأمة ولاحتلال الأميركيين وحلفائهم للعراق، ونكون جزءاً فعالاً من أي تحرك سياسي و اجتماعي، ونكتب مقالات و نشرح موقفنا الذي لا و لن يتزعزع، ونؤيد الانتفاضة والمقاومة، و نعمل على إصدار مواقع على الانترنت وصحف ونشرات لشرح قضيتنا القومية وللتوعية من الخطر الصهيوني، و نخرج دورات أشبال و نسور، و نعمل ندوات ومحاضرات ومواقف وغير ذلك من التحركات، ومنها المظاهرة المنوي المشاركة بها في 27/9/2003 تحت عنوان:" لا للاحتلال في فلسطين وفي العراق "، والتي ستواكب المظاهرة العالمية في هذا اليوم وبهذا الخصوص.
كل هذا يبقى في مجال التحرك السلمي، وان كان ايجابياً، نعبر من خلاله عن التزامنا العميق بقضية أمتنا.

لكنني، كسورية قومية اجتماعية، هذا كله لا يشفي غليلي: ففلسطين والعراق وأجزاء أخرى من أمتنا السورية لا تزال محتلة، و شعبنا يعاني من جميع أنواع القمع والذل، والأمور تزداد سوءاً.

أين نحن من الخطة النظامية المعاكسة ومن القضية التي تساوي وجودنا؟

أين نحن من المقاومة العسكرية والعمليات البطولية؟

أين نحن من تأمين الأموال اللازمة للنضال الفكري والعسكري عن طريق المساهمة في الصندوق القومي لدعم الانتفاضة الذي تأسس منذ سنتين؟

أين نحن من توحيد الجهود وتشكيل قوة ضاربة ومؤثرة، إن كان عن طريق الالتزام الحزبي و التنسيق اجتماعياً واقتصادياً و الإعلام في الوطن وفي المغتربات؟

أمتنا السورية يتم تقطيعها إرباً إرباً، وشعبنا السوري يعيش المذلة تلو المذلة كل لحظة وعلى جميع المستويات، وأرضنا محتلة في فلسطين والعراق و الاسكندرون وكيليكيا والأحواز والجولان ومزارع شبعا، والمؤامرات الصهيونية -الأميركية-الغربية تحاك لكسر كرامتنا ولإركاع عزيمتنا كشعب حر أبّي!!

أقول لمن يقف موقف المتفرج والمتفلسف والمقاطع والمعارض، كفانا تنظير وفذلكة وهرطقة!!
إن أنطون سعاده واضع العقيدة السورية القومية الاجتماعية قد استشهد، لكنه من خلال كتاباته قدم الحلول لأمتنا و لأي وضع من أوضاعنا إذ تتطرق إلى أغلبية مشاكلنا ( الاجتماعية، السياسية، الحزبية) مع إظهار طريقة تجاوزها، فمن يعتبر نفسه فوق عقيدة النهضة ليس من هذه النهضة!

ومن يعتبر نفسه انه يلتزم بعقيدة سعاده و انه هو على حق و غيره على خطأ، فليسمح لي أن أقول له: أين أنت من فكر الزعيم الذي دعى إلى توحيد جهود الأفراد ؟

أقول لهؤلاء، إذا أردنا انتصار مبادىء الحزب السوري القومي الاجتماعي، فلنمارس البطولة، وقبل كل شيء تكون البطولة من خلال الانتصار على فرديتنا و أنانيتنا و نظرتنا الضيقة تجاه الأمور وتخطي أخطاء الماضي من أي جهة أتت!!

أقول لهؤلاء، من منكم انتسب ونسي قسمه الحزبي وانتظر أن تأتيه الماديات أو المراكز أو المكافآت المعنوية أو العينية ( مثل ما يحدث في غير أحزاب و حركات وتجمعات إن كانت سياسية أو طائفية أو غيرها)، و منن الآخرين بأعماله، فهو ليس برفيقي!

لست بالسذاجة التي تعتقد أن كل الأمور ستحل بضربة عصا سحرية، لكنني أود تذكير من نسى أو تناسى أن" الموقف مهيب لأننا أمام الوطن والتاريخ "، و" إذا كان هذا العصر عصر تنازع الأمم، فهو اذاً عصر أعمال لا عصر أقوال"، وأدعو الجميع إلى نقد ذاتي ووقفة عز !!

لتحي سورية وليحي سعاده!!

2003/08/27

اليوم نرى المريخ في أقرب نقطة له من كوكب الأرض منذ حوالي 60،000 سنة

دراسة مبنية على مقالات صحفية عن الحدث
مساء اليوم 27 آب 2003، سيكون المريخ، هذا الكوكب الأحمر الذي هو أول كوكب بعد الأرض، في أقرب نقطة له من كوكب الأرض منذ حوالي 60،000 سنة، وبالتالي يمكن مشاهدته من مناطق مختلفة من الكرة الأرضية.
يدور المريخ حول الشمس كل 687 يوماً والأرض تدور حولها كل 365،25 يوم، وبالتالي يلتقي الكوكبان كل 780 يوماً( كل سنتين).
وحتى تصل المسافة بين الكوكبين إلى الحد الأدنى كما سيحصل في 27 آب 2003، يجب أن تكون الأرض في أبعد نقطة لها من الشمس وأن يكون المريخ في أقرب نقطة له منها.
في لبنان، يمكن مراقبته بشكل واضح من منطقة الأرز وبالأخص من منطقة " ضهر القضيب" بواسطة تلسكوب مراقب أعماق الفضاء Deep Space Telescope وضعته مجلة " علم و عالم" بالتعاون مع بلدية بشري.
كل سنة، يقترب كوكب الأرض والمريخ من بعضهما البعض إلى أقرب مسافة ممكنة. ولكن اقتراب الكوكب الأحمر هذه السنة في 27 آب هو حدث فريد من نوعه لأنه سيدنو إلى أقرب نقطة له من الأرض، وبالتالي سيظهر أكبر وأكثر بريقاً في السماء الليلية.
في هذا اليوم 27 آب 2003 سيصل حجم المريخ إلى 25،1 ثانية قوس، وسيصل إلى أقرب نقطة له من الأرض حوالي الواحدة إلا تسع دقائق ظهراً بتوقيت لبنان، وستكون المسافة الفاصلة بين الكوكبين 55،759،006 كيلومتر، وبالتالي يستطيع الناظر بالتلسكوب أن يرى التفاصيل عليه مثل قطبه الجنوبي وبعض الغيوم الجليدية في غلافه الجوي والظواهر الجغرافية على سطحه والتي تظهر بالتلسكوب كمناطق داكنة.
وللعلم يوجد أطلس للمريخ يحدد المناطق وأسماءها ومن بينها يوجد ثلاثة أسماء عربية: آرابيا، سوريا وليبيا، وهي أسماء يحرص علماء الفلك على اختيارها من ثقافات الأرض المختلفة لإطلاقها على الكوكب.
يمكن رؤية المريخ هذا اليوم في كل البلدان ولكن موقع لبنان في الكرة الأرضية يسمح لسكانه أن يروا الكوكب عالياً في السماء. أما إذا اتجهنا شمالاً مثل أوروبا، فيصبح المريخ منخفضاً جداً في الأفق مما سيعيق الرؤية الواضحة، لذلك فان موقع كيانات الأمة السورية و العالم العربي وأفريقيا ممتاز لمشاهدة المريخ أكثر من الدول الأوروبية وأكثر من الدول التي تقع فوق خط عرض 35 درجة.
لرؤية المريخ بدون تلسكوب، يكفي النظر باتجاه السماء الشرقية الجنوبية مساءً من أي مكان، وبالتالي يمكن مشاهدة نجمة برتقالية ساطعة اللون من دون إمكانية الرؤية الواضحة للكوكب.
إن اقتراب المريخ من كوكب الأرض كل سنتين هو ظاهرة طبيعية مئة بالمئة، وليس لها علاقة لا بالزلازل ولا بالكوارث ولا بارتفاع درجات الحرارة ولا بالنحس الذي يصيب البشر ولا بأي شيء مما يعتقد العالم.
عام 2287، سيكون كوكب المريخ في أقرب نقطة له من الأرض أيضاً، لذلك اليوم 27 آب فان الفرصة مؤاتية لمن لديه الرغبة في معاينة هذا الحدث.
يهتم علماء الفلك بهذا الحدث الفريد، إذ ستكون المسافة و المدة الزمنية لإرسال مركبات فضائية لمعاينة كوكب المريخ قليلة بالنسبة للأيام العادية الأخرى. لذا نرى وكالة الفضاء الأميركية قد أرسلت مركبتين أميركيتين لتغط على سطوح المريخ لمعاينة آثار الحياة القديمة. كما أرسل الأوروبيون مركبتين: مركبة " مارس اكسبرس" Mars Express تظل في مدار حول المريخ ، ومحركة أخرى" بيغل 2" Bigel 2 ستسقط على سطحه للبحث عن دليل لحياة حالية. كما أن اليابانيون أرسلوا مركبة يابانية Nozomi وتعني بالعربية " الأمل " لدراسة الغلاف الجوي للكوكب وطوبوغرافية السطح.

2003/07/12

الرجال الصغار... الأوراق!


قال سعاده العظيم في " من الظلمة إلى النور"-الأعمال الأدبية:" فأوضحت للمتزعزعين مقدار الخطر على مجتمعهم وعلى أنفسهم من تقلبهم في العقائد تقلب الأوراق تلعب بها الريح"..
عندما كنت طفلة، كنا نلعب في باحة ملعب المدرسة الداخلية وننشد أغنية بالفرنسي، مطلعها:" كان يوجد رجل صغير، يدور مثل البلبل، وهو فستق، و كان رجل من ورق و منزله من ورق"، وتعلو ضحكاتنا بسبب ذلك الرجل المصنوع من ورق...
أما الآن، مع خبرة السنين، أنظر إلى ما حولي و أرى الكثرة من الرجال الصغار المصنوعين من الورق... الأوراق.. لكن للأسف، سكتت الضحكة...وبقيت التساؤلات...
سألني الرفيق ـ الصديق نضال من الانفو بعد أن أخبرته أنني بصدد كتابة مقالاً عنوانه" الرجال الصغار": " الهيئة طالع خلقك عالرجال هالإيام !!” فأجبته:" لا، فقط على الرجال الكاذبين تجاه أنفسهم وتجاه غيرهم وخصوصاً رفقائهم، هؤلاء الذين نسوا قسمهم ومعنى الأخلاقية والمناقبية وقيمة الكلمة المعطاة !!
فطلب مني أن أشرح له ما أعنيه، وطلبت منه قراءة مقالي، لعله يجد الجواب بنفسه..
استلمت منذ أسبوع بطاقة دعوة لحضور قران رفيق لنا، فتصورت فرحه في هذا اليوم مع هذه الرفيقة الصديقة التي كانت تربطه بها علاقة حب لمدة ثلاث سنوات، كنا نلتقي بهما معاً في كل المناسبات و نسرّ بالتفاهم و المحبة التي تربط بينهما. فتحت البطاقة لمعرفة موعد ومكان العرس، فإذا اسم شريكة حياته المستقبلية اسمٌ مختلف ...
وماذا عن هذا الرفيق الأب، الذي يعيّش ابنته الرفيقة العزيزة على قلبي مأساةً حقيقية، من خلال منعها من اللقاء برفيق لنا تربط بينهما علاقة حب صافية ورائعة منذ سنوات ( ولا يبقى لهما سوى المواعيد السرية!) ويرفض هذا الرفيق الأب القبول برابط زواج يجمع ما بين ابنته وهذا الشاب ويظهر حبهما على العلن، بحجّة أن هذا الرفيق من طائفة مختلفة ومستوى عائلي اقل قدراً من عائلته هو!!
عن الحب، كتب سعاده في" طريق الفكر السوري"- الأعمال الأدبية:

" تعالوا نأخذ بنظرة إلى الحياة والكون والفن نقدر، على ضوئها، أن نبعث حقيقتنا الجميلة العظيمة من مرقدها- حقيقتنا، التي لا ترى الحب خدوداً ونهوداً وقدوداً دونها القتاد والقض، ولا ترى الشباب أفواهاً ملصقة بأفواه وشرراً محتدما في المقل وثغوراً لاهبة تضطرم فيها شعلات القبل، بل ترى الحب نفوساً جميلة في مطالب عليا عظيمة تحمل النفوس في سبيلها المشقات الهائلة، التي يذللها اتحاد النفوس في وحدة الشعور والمطلب ـ الحب الذي إذا قرّب فماً إلى فم ِ سكب نفساً في نفس ِ، وكل واحدة تقول للأخرى: إني معك في النصر والاستشهاد من أجل ما تأبى نفسانا إلاه ولا تستعظمان أمراً ولا تضحية يكون بهما بلوغه والاحتفاظ به."
هذا الرفيق الآخر، طلب مساعدتي له في أمور مختلفة، فكنت ألبّي طلبه بدون حساب للوقت أو الجهد وبدون أي تردد، نظراً لكونه رفيق و يربطني به قسمي وانتمائي( أنا أمل أقسم بشرفي وحقيقتي ومعتقدي على أنني انتمي إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي... وأن أقدم كل مساعدة أتمكن منها إلى أي عضو عامل من أعضاء الحزب متى كان محتاجاً إليها..) وصداقة حقيقية( هكذا كنت أظن!)، فأقوم بما يطلبه مني أو أمدّه بالمساعدة المادية لحاجة طرأت عليه في هذا الزمن الاقتصادي الصعب(" سترّد لي المال متى استطعت، ليست بمشكلة ما بين الرفقاء والأصدقاء"، كنت أؤكد له) وكان هو يساعدني بالنصح المعنوي في قضايايّ الشخصية، ودامت هذه الرفقة- الصداقة لمدة سنتين، وامتدّت لتشمل عائلتينا مع ما يترتب على هذا من زيارات وواجبات ما بيننا، لم تدخل فيها أية شائبة أو شبهة أو خصام أو خطأ. وفي عصر تلك الليلة يطلب مقابلتي، و يقول: " نحن رفقاء وأصدقاء، لكننا لن نلتقي بعد الآن!" هكذا، ومن دون أي غلط صدر مني أستطيع أن أذكره!!.. ولما أسأله عن الأسباب، يردّ أنه في حالة نفسية مزرية، فأؤكد له أن الرفقة والصداقة تعنيان المشاركة مع الآخر إن كان في الفرح أو في الحزن والصعوبات، وبالرغم من حديثي وطلبي الملحّ له لفهم أمر قراره هذا من أجل معالجته و الحفاظ على صداقتنا، لم يستجب، وافترقنا، وفي قلبي غصّة وحزن. وفي اليوم التالي، يعاود الاتصال وطلب اللقاء، فاستجيب كالعادة ظناً مني أنه يريد مساعدة ما وآملة في دفين نفسي لعلّني أسمع منه كلمة تؤكد الموّدة والصداقة الماضية ما بيننا، فإذا به يعيد ما قاله عصر اليوم الفائت!! ( مثل ما يقول المثل الشعبي الفرنسي: يحرك مجدداً السكين في الجراح!) وبعد مرور شهر على هذا، أتصل به هاتفياً لأمر له علاقة بالعمل الحزبي، فيتمنى عليّ عدم الاتصال به مباشرة على رقمه الشخصي بعد الآن!! يا للعجب!! هكذا... إنسان يمحي ويلغي انساناً آخر بشحطة قلم، بدون كلمة شكر أو اعتذار أو تفسير أو غيره !!. .وذهبت الرفقة- الصداقة، ونُسي المعروف، و ذهب معهم المال المقترض ( الذي لم أطالبه به طوال هاتين السنتين)!!
ماذا أخبرك عن هؤلاء الرفقاء الآخرين، الذين يعدونني مراراً وتكراراً بتسليم مقالات لهم لنشرها على صفحة الانفو، ويعطونني الموعد تلو الموعد، فأترك انشغالاتي المعيشية و العملية والمنزلية والعائلية الخاصة وأذهب لاستلام المقال المذكور، حماساً واندفاعاً مني مثل بقية الرفقاء الراغبين بنشر الثقافة والوعي النهضوي على الانترنت لكي يتسنى للجميع قراءتهم، فيتبين لي أن المقال ليس جاهزاً بعد، " انشغلنا هذه الأيام الماضية، لكن بهالنهارين سنسلمه إياك، من كل بدّ!" و يمضي نهار الغد والذي بعده، وأتفاجأ عند قراءة إحدى الصحف المحلية بوجود مقال لهؤلاء فيها!!!
وهذا الرفيق الآخر، الذي لم تفعل النهضة فعلها في نفسه، والذي ما زال يعتبر المرآة أقل شأناً من الرجل ويعاملها على أنها تابعة دونية للعنصر الذكوري وعقلها ناقص وهي قليلة الفهم والعلم والذكاء والمعرفة، وحتى لو كانت رفيقةً له عاملة معه في المؤسسة الحزبية وتفوقه علمياً وعملياً، وحتى لو كانت رفيقة من عائلته ذاتها! والغريب العجيب أنه لم تجدي خبرة سنينه نفعاً لتغيير نظرته نحو المرأة ولا موقعه الاجتماعي والريادي في الصحافة لتخطيه هذه العقد وهذا التمييز الذي يعتبره الزعيم من الأمراض الاجتماعية في مجتمعنا!
واستمع إلى قصتي مع ذلك " الرفيق" الذي أعجب بشخصيتي و بجمالي (العادي جداً)، فحاول التصرف كالكبش المندفع، فصدّيته، فاستعمل وسيلة ولدانية بخيسة للانتقام من رفضي له، بالتوجه نحو رفيقات صديقات لي و المشورة عليهن بعدم توجيه الكلام لي بحجة أنني ذكرتهن بالسوء( لكنه نسي أنهن صديقات لي، فأعلمنني بالأمر)!! والمضحك- المبكي استعماله هذه الوسيلة الغادرة، إذ أنني، كرفيقة عاملة و ذات مسؤوليات في عدة أصعدة ومجالات وأعمال وخصوصاً مع عائلتي المكونة من سبع أشخاص، ليس لديّ حتى الوقت للراحة والنوم مثل ما أحلم به، فكيف اذاً بالنميمة و ذكر أخبار الآخرين ؟
وماذا أقول عن هؤلاء الرفقاء " المقاطعين"أو " المترددين" أو " الزعلانين" الذين يجوبون اللقاءات والتجمعات ما بين الرفقاء و يؤستذون بالعقيدة والفكر والعّفة والطهارة، وأنهم هم الوحيدين على حق والكلّ غيرهم على خطأ، ويوجهون التهم تلو التهم يميناً ويساراً تجاه فلان أو علتان( مع أن ملفاتهم الشخصية ليست ناصعة البياض!)، فأتصدى لمنطقهم بالطلب إليهم بإبداء الرأي بطريقة نظامية مرفقاً بالأدلة والبراهين لكي تصل شكواهم إلى المصادر الحزبية العليا التي عليها هي اتخاذ التدابير لتصحيح المسار إذا وجدت الأخطاء، وأبين لهم بالمناقشة المنطقية بأن الرفيق القاعد في منزله لا يمكن للآخرين سماع وجهة نظره، بل عليه التفاعل مع رفقائه ضمن متحدّه لكي يأتي التغيير والخلاص. فينظرون إليّ نظرة معاتبة كمن يقول" انظروا إليها، هذه الرفيقة الطيبة القلب الغبية!!" ويتمنون عليّ التوقف عن العمل الحزبي لكي" لا تصيري حطب زيادة لهم( ويعنون ب" هُم" المركز)" محاولةً لزرع الإحباط في نفسي وحثيّ على الانكفاء أيضاً.

لكن، وكما أرى بأم العين، متى يُعرض على هؤلاء الرفقاء تسلم مسؤولية حزبية أو مركزية، تجدهم هم أول المتهافتين عليها، فيغيرّوا بندقيتهم من كتف إلى كتف آخر بكل سهولة وبدون أي تأنيب للضمير بخصوص ما ذكرته عنهم، ويصبحون هم من أكثر الناس دعاةً للانضمام للمؤسسة الحزبية والعمل فيها!!
وتسألني بعدها، يا رفيقي، ماذا أعني بالرجال الصغار..الأوراق؟

لدي رجاءً عندك، لا تصبح مثلهم وأبقى كما أنت!

2003/06/01

السامية واللاسامية - Semitisme et Anti-Semitisme

السامية هي تسمية قديمة لبعض الشعوب لديها أصول لغوية ممائلة ومتصلة ببعضها البعض وكذلك صفات جسدية مورفولوجية متشابهة.
ان اللغات السامية منتشرة اليوم في سوريا الجغرافية، شبه الجزيرة العربية ، مصر وأفريقيا الشمالية.
الانسان السامي هو عضو في أي من الشعوب القديمة والجديدة المختلفة التي تعيش في جنوب غربي آسيا، ومن بينها العرب والعبرانيين، وترجع التسمية نسبة الى سلالة سام ابن نوح (بالعربية : سام وبالعبرية : شيم Shem )
اللغات السامية هي جزء من مجموعة اللغات الأفرو-آسيوية ( Afro-Asiatiques) وتتضمن لغات الشعوب التالية :
الآكاديين(الأشورية-البابلية )Akkadiens( Assyro-Babyloniens)
العربArabes
الآراميين Arameens
الأموريين Amoreens
الفينيقيين Pheniciens
العبرانيين Hebreux
الآماريك Amhariques
السوريانيين Assyriens
الكنعانيين Cananeens
الاثيوبيين Ethiopiens
ومن مزايا أية لغة من اللغات السامية ان لديها جذور مؤلفة من ثلاث أحرف تزاد عليهم حروف أخرى من أجل تألبف كلمات أخرى منها ، مثلا" في اللغة العربية، نجد الجذور " ك ت ب=كتب ، ومنها نؤلف كلمة " كاتب " و كلمة أخرى " كتاب " الخ...
واللغات السامية تقسم الى 3 مجموعات :
المجموعة السامية الشرقية : الآكاديين .
المجموعة السامية الغربية من الشمال : آراميين ، كنعانيين ، فينيقيين ، عبرانيين.
المجموعة السامية الغربية من الجنوب : عربي ، آماريك ،اللغات الاثيوبية .
السامية هي مفهوم المزايا للساميين ( حضارة، لغة، الخ ) وفي مفهوم الأوروبيين خاصة تعني " السامية " طرق وأفكار وتأثير اليهود ،اذ أن اليهود كانوا يعيشون في بلدان أوروبا، لذلك كانت معرفة الاوروبيين بهم وتسميتهم بال " ساميين " أكثر من معرفتهم بباقي الشعوب السامية في منطقتنا ، اذ لم يتم التعرف على هذه الشعوب سوى بشكل سطحي وعدائي من خلال احتلال الجيوش الاوروبية المختلفة لبلادنا ، ان كان من خلال الحروب الصليبية أو من خلال الاستعمار لها ، دون التعمق بماهية هذه الشعوب السامية فيها.
أول من نادى " بالسامية " هو الكاهن النمساوي شلوتسر بدءا" من عام 1781 لأسباب سياسية ، منطلقا" في تسميته من " سفر التكوين، الاصحاح 10 " ، الذي قسّم الشعوب وفرّع الأقوام لاعتبارات سياسية، لا سيما من موقف هذه الأقوام من أهل التوراة.
ثم جاء بعد شلوتسر مّن عمل على ترويج هذه الفكرة وعلى رأسهم الفرنسي ارنست رينان ( Ernest Renan-1823-1892 ) الذي راح يفلسف فكرة " السامية " عرقيا" خدمة للمدرسة الاستعمارية الغربية في أوج انتشارها في القرن التاسع عشر.
" اللاسامية (Anti-Semitisme )" هي النظرية والتصرف بالعداء والعنصرية بطريقة مباشرة ضد اليهود حسب المفاهيم الاوروبية.
في أوروبا ، في العصور الوسطى ،كانت اللاسامية ضد اليهود شعورا" متواصلا" ملموسا" وأسبابه دينية واقتصادية : كانت الكنيسة قد منعت المسيحيين التعامل والمتاجرة بالمال ، لذلك كان اليهود فقط يقومون بهذا العمل . واعتبرت المجتمعات الغربية اليهود كغرباء عنها، اذ هؤلاء كانوا لا ينخرطون في الدورة الحياتية للشعوب الذين كانوا يعيشون معها على رقعة من الأرض محددة ، فقامت قيامة هذه الشعوب الأوروبية وجبرت اليهود بالاقامة والعيش في أماكل مخصصة لهم، سميت ب " الغيتو " ( ghetto ) وأجبرتهم على وضع اشارات معينة تدل على أنهم من اليهود ، وغير ذلك من الاجراءات .
سنة 1791، ألغت فرنسا التدابير الخاصة ضد اليهود و الموضوعة من قبل الحكم القديم الملكي ، مما سمح لليهود بالحصول على الجنسية الفرنسية .
في نهاية القرن التاسع عشر، كانت " اللاسامية" شعورا" بارزا" في عدة بلدان من أوروبا وتحولت الى عقيدة بحدّ ذاتها. وفي فرنسا، مع بروز قضية دريفوس ( Affaire Dreyfus ) الظابط اليهودي المتهم بالجاسوسية سنة 1894 ، اشتعلت المشاعر وقام المثقفون الفرنسيون بالدفاع ع " السامية " أي عن اليهود المضطهدين حسب مفهوم الأوروبيين مع تدخل أسباب سياسية انتخابية لموقفهم ( اليمين ضد اليسار الفرنسي )، ومن هؤلاء المثقفين ايميل زولا ومقالته " انني أتهم "
( Emile Zola-J’accuse ) وواجههم "اللاساميون " ، ومنهم ادوار درومان في كتابه " فرنسا اليهودية " ( Edouard Drumont-La France Juive )
أما في روسيا وأوروبا الشرقية ( هنغاريا ، رومانيا ) ، قامت حكومات هذه البلدان بمذابح ضد اليهود في الغيتو ، سميت " البوغروم " ( pogroms )
مع انتصار النازية في ألمانيا سنة 1933 وانتشار فكرة العرق الآري النظيف ، اشتدّ الشعور المعادي لليهود بشكل أساسي ، وقام النازيون بارسال اليهود الى مخيمات للتطهير العرقي ( Camps de concentration ) .
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، تمكن اليهود من احتلال فلسطين بمعاونة هؤلاء الدول الأوروبية ذاتها التي كانت تعاديهم ، مستغلين عقدة الذنب لديها على المجازر الهتلرية ضد اليهود.
حاليا" ، تقوم وسائل الاعلام الصهيوني الحديثة بتغيير المفهوم العام "للسامية " لكي يتحول معناه الى " الصهيونية " خدمة لمصالحها ، وبذا فان العداء للصهيونية تحول الى اللاسامية ، وهذا تغيير خطير لمفهوم السامية ، وعلينا أن نتذكر أن الحركة الصهيونية انبثقت، أديرت وتتألف بشكل أساسي من يهود أوروبيين أتوا الى فلسطين لاحتلالها، وليس لهؤلاء أية علاقة بالمفهوم المعروف للسامية ، ألا و هو انه تحديد وتسمية للشعوب ذات الصلة اللغوية والذين يؤلفون الشعوب العربية في الشرق الأوسط.

لذلك يمكننا القول أن خطة الاستيطان الاستعماري الصهيوني لاحتلال فلسطين و لبسط النفوذ الصهيوني على كل المنطقة وانشاء " مملكة اسرائيل الكبرى من الفرات الى النيل " على أراضي كل المنطقة التي تكون الأمة السورية وجيرانها من الأمم العربية ، هو بحد ذاته الاعتداء الغريب المعادي للسامية ضد الامم العربية السامية بحقّ .
ان الايديولوجية الصهيونية تعبر عن الاستعمار لأمتنا ، منذ وعد بلفور المشؤوم ، وهي مؤسسة على فكرة " شعب الله المختار " و فكرة " الأصل العرقي اليهودي " و أيضا" اعادة بناء هيكل سليمان و حقوق اليهود الباطلة تاريخيا" على العيش على أرضنا .
نحن نرفض كليا" التسمية " السامية " وذلك لأسباب علمية محضة ولدوافع سياسية –قومية. وكما هو معروف دحضت مختلف الدراسات المقارنة العرقية والاناسية ( الانتروبولوجية ) نظرية وحدة السلالة أو الأصل العرقي ( monogenisme ) كما وردت في سفر التكوين اليهودي .
ان رفضنا لهذه الايديولوجية هو رفض المنطق العرقي والانتماء العرقي الخالص ، اذ ان شرح الزعيم أنطون سعاده عن التفاعل الافقي والعمودي هو جزء لا يتجزأ من العقيدة السورية القومية الاجتماعية .
ان " الصهيونية-السامية " لا تنوي الاختلاط والتفاعل مع مجتمعنا وشعبنا، بل الحلّ مكانه على الأرض و الغائنا، وهذا مضاد للحقوق السورية ولمبادىء وجودنا.

موقفنا نابع من عقيدتنا ، وهو للدفاع عن أمتنا ضد اعتداء أجنبي يتعدى حدود الاحتلال العسكري الى السيطرة التامة على أرضنا والغاء ثقافتنا و تاريخنا وحضارتنا وحقنا على مقدراتنا.

اننا اكتوينا كفاية برعونة سلاح " سامية أو لا سامية " ، وقد أصبحنا نحن ، أصحاب الحق في فلسطين والجولان ومزارع شبعا والآن العراق ، "لاساميون " بنظر المغتصبين اليهود الدخلاء ومن يشايعهم في عصر "العولمة الامبريالية " من أميركيين وبريطانيين وغيرهم .

قال أنطون سعاده : " ان اتصالنا باليهود هو اتصال الحديد بالحديد والنار بالنار " . ومن أقواله أيضا" : " لو قضوا على المئات مناّ لما تمكنوا من القضاء على الحقيقة التي تخلد بها نفوسنا، ولما تمكنوا من القضاء على بقية مناّ تقيم الحق وتسحق الباطل . "

بحث هذه المدونة الإلكترونية

أرشيف المدونة الإلكترونية

Powered By Blogger
Powered By Blogger
Powered By Blogger

المتابعون


Translate

المشاركات الشائعة

المشاركات الشائعة