www.amalkayasseh.blogspot.com

2004/11/30

ماذا بعد مظاهرة لبنان ضد القرار 1559؟


_ "غداً التظاهرة المقررة للتنديد بالقرار 1559، ألن تشاركون بها؟"

_ "وهل نشارك في تظاهرة تدعو الجيش السوري للبقاء عندنا؟!!"

ـ " كل ما راحوا السوريين بكير، كل ما كان أحسن للبنان!!"

ـ " انا ما عندي ولا واحد سوري بعيلتي، الله نجانا!!"

ـ " في واحد سوري تجنس لبناني وصار عم بيطالب بخروج الجيش السوري من لبنان!!"

صعقتني هذه الردود والتعليقات والتجريحات، خصوصاً أن الذين تفوهوا بهم يُحسبون من الجسم التعليمي المثقف، أساتذة مهمتهم تعليم الجيل الجديد !! وقد نسوا دعم الشام المعنوي والمادي والسياسي واللوجستي وفي المحافل الدولية تجاه لبنان والمقاومة اللبنانية ضد الإحتلال الصهيوني ولوقف الحرب الأهلية!!
فبدأت بمناقشة الموضوع، وتوضيح أن القرار 1559 *هو قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي وفيه تدخل سافر في الشؤون الداخلية اللبنانية، وأنه من واجب كل مواطن مؤمن ببلده وب " السيادة، والحرية، والإستقلال" أن يرفض هكذا قرار، وأن يشارك في التظاهرة الوطنية الكبرى التي دعت إليها الأحزاب والقوى اللبنانية والهيئات والإتحادات اللبنانية في يوم 30 تشرين الثاني 2004، والتي ستنطلق الساعة الثانية بعد الظهر بإتجاه ساحة الشهداء حيث سيلقي عدد من الخطباء كلمات.
وأوضحت أن القرار 1559 هو إجتياح سياسي لبلادنا، وأنه عندما إجتاحت " إسرائيل " أرض الكيان اللبناني، صدرت عدة قرارات دولية من مجلس الأمن منها القرار 425 لكنه لم تؤخذ الخطوات الضاغطة والعملية لإجبار العدو الصهيوني على الإنسحاب ، فكانت المقاومة والعمليات البطولية التي أجبرت جيش العدو على الإنسحاب.
الأمر الغريب هو أنه يوجد عدد كبير من اللبنانيين (دون أي فرز طائفي لهؤلاء) يؤيدون القرار 1559، ولا يرون أبعد من طرف إنفهم، ولا يدركون أن هذا القرار يشبه بحد كبير المطالب "الإسرائيلية" من لبنان، والتي ممكن تلخيصها بالآتي:
ـ تحييد لبنان عن مشكلة الصراع العربي ـ" الإسرائيلي" والعودة لإتفاق الهدنة بين لبنان و"إسرائيل "الموقعة عام 1967.
ـ إنسحاب القوات السورية من لبنان حتى الحدود الدولية.
ـ نزع سلاح حزب الله وكل الفصائل اللبنانية والفلسطينية المقاومة.
ـ نشر الجيش اللبناني في الجنوب لحماية حدود " إسرائيل" الشمالية

فصل المسارين اللبناني والسوري والدعوة إلى تشكيل حكومة لبنانية قادرة بمفردها على إبرام إتفاقات ثنائية بين لبنان و"إسرائيل".
ـ رفض تطبيق القرارات الدولية الداعية إلى حق عودة الفلسطينيين إلى أرضهم والمطالبة بتوطينهم في لبنان وبقية الدول العربية ودول الإنتشار الأخرى.
ـ إستمرار الخروقات الإسرائيلية الجوية والبرية والبحرية للأراضي اللبنانية وذلك لاسباب تتعلق بأمن " دولة إسرائيل"
هذا دون أن أنسى ذكر ما حصل في العراق، وفي فلسطين، وما يُخطط لأمتنا من مشروع سايكس ـ بيكو جديد، وأننا علينا مواجهة هذا المد الإستعماري الجديد الذي يبدأ دائماً ب " فرّق، تسّد"!!..
هل إقتنع هؤلاء الزملاء المثقفين في هذه المدرسة التي تُحسب من أحسن مدارس لبنان من ناحية العلم واللغات الأجنبية المُعطاة والنتائج النهائية لطلابها؟ لا أدري، لكن الذي أعرفه هو أنني واجهت هذا الجهل المطبق ونكران الجميل هذا بما إستطعته من مناقشة عقلانية وبموضوعية، ومن الناحية العملية الفعلية وتطبيقاً لما أقتنع به،" نزلت" إلى المظاهرة مع عائلتي في اليوم المحدد لها، أي اليوم 30-11-2004.
المشهد مؤثر يكبر به قلب الإنسان: جحافل من المتظاهرين، نساء ورجال وشباب واولاد من جميع الطبقات الإجتماعية وفدوا من كل أنحاء المناطق اللبنانية، الكل يرفع العلم اللبناني دون غيره، مع صور للرئيسين اللبناني إميل لحود والسوري بشار الأسد، والحناجر تنشد أناشيد مشجعة على المقاومة والنضال، الجيش اللبناني والقوى الأمنية والإسعافية متواجدة على الطرقات، لم نشهد أي حادث مخل للأمن، وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية تقوم بالتصوير وأخذ المقابلات، كلمات قياديين وطنيين تحث على المحافظة على المواقف المشرفة المقاومة وعل وحدة المسارين اللبناني والسوري..
من ثم عدنا إلى المنزل في سيارة عمومية، (وكانت المظاهرة لم تنتهي بعد إذ كانت ممتدّة من الأوزاعي حتى ساحة الشهداء)، وفي مجرى الحديث مع سائق التاكسي قال:" اليوم بحق وحقيقي أرى لُحمة اللبنانيين ما بينهم، إذ بالرغم من تباين الآراء والعقائد بين المجموعات والأحزاب ، إلاّ أن جميع مناصري الأحزاب والقوى اللبنانية المشاركين في التظاهرة الوطنية هذه رفعوا العلم اللبناني وأنشدوا النشيد الوطني اللبناني".
هل أصبح سائق السيارة العمومية أكثر وطنية وإدراكا وحفاظاً على مصلحة بلاده ومحيطه القومي من مثقفينا " المتفرنجين" ؟ أظن ذلك، واأسفاه، ويا خوفي على مستقبل أولادنا مع هؤلاء....

· بنود قرار مجلس الأمن رقم 1559
ـ يؤكد مجدداً مطالبته بالإحترام التام لسيادة لبنان وسلامته الإقليمية ووحدته وإستقلاله السياسي تحت سلطة حكومة لبنان وحدها دون منازع في جميع أنحاء لبنان
ـ يطالب جميع القوات الأجنبية المتبقية بالإنسحاب من لبنان
ـ يدعو إلى حل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها
ـ يؤيد بسط سيطرة حكومة لبنان على جميع الأراضي اللبنانية.
ـ يعلن تأييده لعملية إنمتخابية حرة ونزيهة في الإنتخابات الرئاسية المقبلة تجري وفقاً لقواعد الدستور اللبناني الموضوعة من غير تدخل أو نفوذ أجنبي.

ـ يطالب جميع الأطراف المعنية بالتعاون تعاوناً تاماً على وجه الإستعجال مع مجلس الأمن من أجل التنفيذ الكامل لهذا القرار ولجميع القرارات ذات الصلة بشأن إستعادة لبنان لسلامته الإقليمية وكامل سيادته وإستقلاله السياسي.

ـ يُطلب إلى الأمين العام أن يوافي مجلس الأمن في غضون ثلاثين يومأ بتقرير عن الأطراف لهذا القرار، ويقرر أن يبقي المسألة قيد نظره الفعلي.

بحث هذه المدونة الإلكترونية

أرشيف المدونة الإلكترونية

Powered By Blogger
Powered By Blogger
Powered By Blogger

المتابعون


Translate

المشاركات الشائعة

المشاركات الشائعة