www.amalkayasseh.blogspot.com

2003/06/01

السامية واللاسامية - Semitisme et Anti-Semitisme

السامية هي تسمية قديمة لبعض الشعوب لديها أصول لغوية ممائلة ومتصلة ببعضها البعض وكذلك صفات جسدية مورفولوجية متشابهة.
ان اللغات السامية منتشرة اليوم في سوريا الجغرافية، شبه الجزيرة العربية ، مصر وأفريقيا الشمالية.
الانسان السامي هو عضو في أي من الشعوب القديمة والجديدة المختلفة التي تعيش في جنوب غربي آسيا، ومن بينها العرب والعبرانيين، وترجع التسمية نسبة الى سلالة سام ابن نوح (بالعربية : سام وبالعبرية : شيم Shem )
اللغات السامية هي جزء من مجموعة اللغات الأفرو-آسيوية ( Afro-Asiatiques) وتتضمن لغات الشعوب التالية :
الآكاديين(الأشورية-البابلية )Akkadiens( Assyro-Babyloniens)
العربArabes
الآراميين Arameens
الأموريين Amoreens
الفينيقيين Pheniciens
العبرانيين Hebreux
الآماريك Amhariques
السوريانيين Assyriens
الكنعانيين Cananeens
الاثيوبيين Ethiopiens
ومن مزايا أية لغة من اللغات السامية ان لديها جذور مؤلفة من ثلاث أحرف تزاد عليهم حروف أخرى من أجل تألبف كلمات أخرى منها ، مثلا" في اللغة العربية، نجد الجذور " ك ت ب=كتب ، ومنها نؤلف كلمة " كاتب " و كلمة أخرى " كتاب " الخ...
واللغات السامية تقسم الى 3 مجموعات :
المجموعة السامية الشرقية : الآكاديين .
المجموعة السامية الغربية من الشمال : آراميين ، كنعانيين ، فينيقيين ، عبرانيين.
المجموعة السامية الغربية من الجنوب : عربي ، آماريك ،اللغات الاثيوبية .
السامية هي مفهوم المزايا للساميين ( حضارة، لغة، الخ ) وفي مفهوم الأوروبيين خاصة تعني " السامية " طرق وأفكار وتأثير اليهود ،اذ أن اليهود كانوا يعيشون في بلدان أوروبا، لذلك كانت معرفة الاوروبيين بهم وتسميتهم بال " ساميين " أكثر من معرفتهم بباقي الشعوب السامية في منطقتنا ، اذ لم يتم التعرف على هذه الشعوب سوى بشكل سطحي وعدائي من خلال احتلال الجيوش الاوروبية المختلفة لبلادنا ، ان كان من خلال الحروب الصليبية أو من خلال الاستعمار لها ، دون التعمق بماهية هذه الشعوب السامية فيها.
أول من نادى " بالسامية " هو الكاهن النمساوي شلوتسر بدءا" من عام 1781 لأسباب سياسية ، منطلقا" في تسميته من " سفر التكوين، الاصحاح 10 " ، الذي قسّم الشعوب وفرّع الأقوام لاعتبارات سياسية، لا سيما من موقف هذه الأقوام من أهل التوراة.
ثم جاء بعد شلوتسر مّن عمل على ترويج هذه الفكرة وعلى رأسهم الفرنسي ارنست رينان ( Ernest Renan-1823-1892 ) الذي راح يفلسف فكرة " السامية " عرقيا" خدمة للمدرسة الاستعمارية الغربية في أوج انتشارها في القرن التاسع عشر.
" اللاسامية (Anti-Semitisme )" هي النظرية والتصرف بالعداء والعنصرية بطريقة مباشرة ضد اليهود حسب المفاهيم الاوروبية.
في أوروبا ، في العصور الوسطى ،كانت اللاسامية ضد اليهود شعورا" متواصلا" ملموسا" وأسبابه دينية واقتصادية : كانت الكنيسة قد منعت المسيحيين التعامل والمتاجرة بالمال ، لذلك كان اليهود فقط يقومون بهذا العمل . واعتبرت المجتمعات الغربية اليهود كغرباء عنها، اذ هؤلاء كانوا لا ينخرطون في الدورة الحياتية للشعوب الذين كانوا يعيشون معها على رقعة من الأرض محددة ، فقامت قيامة هذه الشعوب الأوروبية وجبرت اليهود بالاقامة والعيش في أماكل مخصصة لهم، سميت ب " الغيتو " ( ghetto ) وأجبرتهم على وضع اشارات معينة تدل على أنهم من اليهود ، وغير ذلك من الاجراءات .
سنة 1791، ألغت فرنسا التدابير الخاصة ضد اليهود و الموضوعة من قبل الحكم القديم الملكي ، مما سمح لليهود بالحصول على الجنسية الفرنسية .
في نهاية القرن التاسع عشر، كانت " اللاسامية" شعورا" بارزا" في عدة بلدان من أوروبا وتحولت الى عقيدة بحدّ ذاتها. وفي فرنسا، مع بروز قضية دريفوس ( Affaire Dreyfus ) الظابط اليهودي المتهم بالجاسوسية سنة 1894 ، اشتعلت المشاعر وقام المثقفون الفرنسيون بالدفاع ع " السامية " أي عن اليهود المضطهدين حسب مفهوم الأوروبيين مع تدخل أسباب سياسية انتخابية لموقفهم ( اليمين ضد اليسار الفرنسي )، ومن هؤلاء المثقفين ايميل زولا ومقالته " انني أتهم "
( Emile Zola-J’accuse ) وواجههم "اللاساميون " ، ومنهم ادوار درومان في كتابه " فرنسا اليهودية " ( Edouard Drumont-La France Juive )
أما في روسيا وأوروبا الشرقية ( هنغاريا ، رومانيا ) ، قامت حكومات هذه البلدان بمذابح ضد اليهود في الغيتو ، سميت " البوغروم " ( pogroms )
مع انتصار النازية في ألمانيا سنة 1933 وانتشار فكرة العرق الآري النظيف ، اشتدّ الشعور المعادي لليهود بشكل أساسي ، وقام النازيون بارسال اليهود الى مخيمات للتطهير العرقي ( Camps de concentration ) .
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، تمكن اليهود من احتلال فلسطين بمعاونة هؤلاء الدول الأوروبية ذاتها التي كانت تعاديهم ، مستغلين عقدة الذنب لديها على المجازر الهتلرية ضد اليهود.
حاليا" ، تقوم وسائل الاعلام الصهيوني الحديثة بتغيير المفهوم العام "للسامية " لكي يتحول معناه الى " الصهيونية " خدمة لمصالحها ، وبذا فان العداء للصهيونية تحول الى اللاسامية ، وهذا تغيير خطير لمفهوم السامية ، وعلينا أن نتذكر أن الحركة الصهيونية انبثقت، أديرت وتتألف بشكل أساسي من يهود أوروبيين أتوا الى فلسطين لاحتلالها، وليس لهؤلاء أية علاقة بالمفهوم المعروف للسامية ، ألا و هو انه تحديد وتسمية للشعوب ذات الصلة اللغوية والذين يؤلفون الشعوب العربية في الشرق الأوسط.

لذلك يمكننا القول أن خطة الاستيطان الاستعماري الصهيوني لاحتلال فلسطين و لبسط النفوذ الصهيوني على كل المنطقة وانشاء " مملكة اسرائيل الكبرى من الفرات الى النيل " على أراضي كل المنطقة التي تكون الأمة السورية وجيرانها من الأمم العربية ، هو بحد ذاته الاعتداء الغريب المعادي للسامية ضد الامم العربية السامية بحقّ .
ان الايديولوجية الصهيونية تعبر عن الاستعمار لأمتنا ، منذ وعد بلفور المشؤوم ، وهي مؤسسة على فكرة " شعب الله المختار " و فكرة " الأصل العرقي اليهودي " و أيضا" اعادة بناء هيكل سليمان و حقوق اليهود الباطلة تاريخيا" على العيش على أرضنا .
نحن نرفض كليا" التسمية " السامية " وذلك لأسباب علمية محضة ولدوافع سياسية –قومية. وكما هو معروف دحضت مختلف الدراسات المقارنة العرقية والاناسية ( الانتروبولوجية ) نظرية وحدة السلالة أو الأصل العرقي ( monogenisme ) كما وردت في سفر التكوين اليهودي .
ان رفضنا لهذه الايديولوجية هو رفض المنطق العرقي والانتماء العرقي الخالص ، اذ ان شرح الزعيم أنطون سعاده عن التفاعل الافقي والعمودي هو جزء لا يتجزأ من العقيدة السورية القومية الاجتماعية .
ان " الصهيونية-السامية " لا تنوي الاختلاط والتفاعل مع مجتمعنا وشعبنا، بل الحلّ مكانه على الأرض و الغائنا، وهذا مضاد للحقوق السورية ولمبادىء وجودنا.

موقفنا نابع من عقيدتنا ، وهو للدفاع عن أمتنا ضد اعتداء أجنبي يتعدى حدود الاحتلال العسكري الى السيطرة التامة على أرضنا والغاء ثقافتنا و تاريخنا وحضارتنا وحقنا على مقدراتنا.

اننا اكتوينا كفاية برعونة سلاح " سامية أو لا سامية " ، وقد أصبحنا نحن ، أصحاب الحق في فلسطين والجولان ومزارع شبعا والآن العراق ، "لاساميون " بنظر المغتصبين اليهود الدخلاء ومن يشايعهم في عصر "العولمة الامبريالية " من أميركيين وبريطانيين وغيرهم .

قال أنطون سعاده : " ان اتصالنا باليهود هو اتصال الحديد بالحديد والنار بالنار " . ومن أقواله أيضا" : " لو قضوا على المئات مناّ لما تمكنوا من القضاء على الحقيقة التي تخلد بها نفوسنا، ولما تمكنوا من القضاء على بقية مناّ تقيم الحق وتسحق الباطل . "

بحث هذه المدونة الإلكترونية

أرشيف المدونة الإلكترونية

Powered By Blogger
Powered By Blogger
Powered By Blogger

المتابعون


Translate

المشاركات الشائعة

المشاركات الشائعة