www.amalkayasseh.blogspot.com

2006/07/27

ألإننا حالمون؟!!

العاصمة تعجّ بالناس، لم يأتوا إليها بسبب شهرتها العالمية للسياحة و التبضع واللهو في السهرات، جاؤوا مهجرّين رغماً عنهم، فقدوا أحباباً ومنازلاً لهم، أنظر اليهم وهم يسيرون على الطرقات ، يرفعون نظرهم نحو حشوريتي، عيناهم تحمل حلم الصامدين، عنفوان كرامة وعزة نفس تأبى إلاّ النصر..

***

غاضبة أنا من التصريحات والفلسفات والفذلكات والبيانات من هنا وهناك،هذا يتكلم عن تفكك الوحدة الوطنية ويريد برهان النظريات الطائفية التقسيمية المضمون، وهاك يعلن أن الزبالة أصبحت متراكمة بكثرة على الطرقات بعد أن هرب معظم السريلانكيين العاملين خارج البلاد ( كما لو أنه يقول ان النازحين هم إناس أحضروا الزبالة معهم!!)، وهذا الخبر يطلعنا عن سرقة المساعدات من قبل مجموعات تقوم بتغيير أسماء المتبرعين من على الصناديق، وذاك يتأفأف"مش وقت الحرب هلق، الله يكسر لهم ايديهم( عن حزب الله)" ، الخ..الم تسكتهم لهؤلاء، أصوات النشاز، دويّ المدافع وصور الجرحى المتألمين وفحم الجثث وحجارة الدمار الهائل؟ الن يخجلوا ؟؟

غاضبة أنا من نفسي، أريد كّم أفواههم، بينما كنت في الماضي أدافع عن حرية القول والكلمة والرأي..

***
علا الصراخ بدون إنقطاع، ومعه عويل الإمرأة في اللباس الأسود.. الأمس، فقدت أخيها القادم في فان لنقل الركاب من الجنوب، قصفته الطائرات الإسرائيلية.. وقبل قليل رأيناها وهي تدخل المركز تتكلم على هاتفها الجوال، " ضربوا منزل أهلكِ"..منزل والديها؟.. تركت أولادها عندهم هذا الصباح.. تحت حماية أمها وأبيها.. ماذا يقول صوت هذا الشخص لي؟..أكيد إنه مخطىء.. كلماته مجرد هراء..أهلي..دموعي..أولادي...وجعي..وخرجت الصرخة تدوي لا حدود لمداها..

إقتربنا منها ، ماذا نفعل، كيف نفعل، ما قيمة الأفعال في موقف كهذا؟...

***
ذهب لتفقد منزله، حارة حريك، الضاحية الجنوبية.. أين هي داره، لا يرى سوى ركام وبقايا مشلوعة لخشب وحديد ولخزانة منفجرة بما في داخلها، يعرف لون هذا الفستان ،أيمكن أنه أخطأ الطريق،ربما، لم ينم طوال الليلة الماضية في إحتشاد منزل أقاربه الذين استقبلوه هو وعائلته واستضافوهم مع ثلاث عائلات أخرى هربت من الإجرام المرّكز ، مكانهم ضيق لكن محبة قلبهم وسيع..ركام، بيته،جنى عمره..إغرورقت عيناه بالدموع، مسحها بغضب، رفع كتفيه وهو يضرب كفّه بالآخر، ليس باليد حيلة، دار ظهره لما شاهده وتوجه نحو سيارة الإجرة، سأله السائق" خير؟" ردّ عليه سليم أستاذ اللغة العربية: " الحمد لله على كل شيء، صامدون "..

***
"خالتي، جئنا نستعلم عن أحوالكِ، هل أنتِ بخير؟ " قبلات وحرارة داخل الصدور، إشتقت لهم كذلك، لأولاد أختي، لم نلتقي منذ بداية الحرب.. جاؤوا من جرود جبلهم حاملين معهم مؤناً وأغراضاً إشتروها لتوزيعها على النازحين.. كبر قلبي وفخري بهم، يسألون ما هي الإحتياجات، كيف يمكنهم المساعدة زيادة..

***

أثق بقدراتنا، العدو مؤذٍ ولديه الأسلحة الفتاكة والدعم من البلدان الغربية، ولديه وسائل إعلامية قادرة أن تحول هزيمته الى إنتصار..ولديه، ولديه.. لكننا أقوياء في إعتقادنا بأنفسنا، بشعبنا ، بأرضنا، بأمتنا،بعقيدتنا.. ومقاتلونا يسطّرون ملاحماً للبطولة في مواجهة جيش اليهود الصهاينة وآلته الحربية..

***
استيقظ كل فجر، نومي مضطرب ينتظر ليلاً ككل ليلة هدير الطائرات الحربية المهاجمة والإنفجارات المتتالية، يتردد على بالي في الصباح نفس السؤال الذي يراود كل واحد منا: هل ستدخل الشام الحرب؟ أكيد يجب عليها القيام بذلك، أليست هي المصرحة أبداً بمواجهتها المطامع الصهيونية والإمبريالية ومشاريع العولمة و بوقوفها الداعم للمقاومة وللأحزاب العقائدية والوطنية و و إلخ..؟؟

***
أخشى الحرب الشاملة، أعلم علم اليقين كم من القتلى والجرحى والدمار سينتج عنها. لكن اليوم، هنا في لبنان، هي حرب لوجودنا، هي قتال لبقائنا أو لإلغائنا...الآن هو الوقت، أو أبداً...

***
"هل تريدينني أن أساعدك على إجتياز الطريق نحو الرصيف المقابل؟" سألتُ هذه العجوز ، وجدتها تنتظر على قارعة الطريق في حييّ، أجابت" إذا بتريدي، الله يرضى عليكِ ويوفقك، بدّي روح لِها الزلمي،بالدكين هونيك( الدكان هناك) وعدني بيعطيني 2000 (ليرة لبنانية) مبيرحة( الأمس)، عندي وليّد(أولاد) إبني ، يتامى،( قاعدين) بالمدرسة ، ناطرينني.." كم عمرها، هذه الجدة؟ لا أستطيع تحديد سنينها، موشحة بتجاعيدها وهرمها وصوتها التعب..

***

الشباب ينظرون بشجب الى صور فوتوغرافية أخذت لسيارتين للإسعاف، قصفتهم طائرات العدو الإسرائيلي، كانتا تنقلان جرحى نحو المستشفيات للمعالجة، أصبح المسعفون المتطوعون المغيثون لغيرهم فيها بحاجة لمَن يسعفهم، جُرحوا كذلك ، يعلّق النظر على سقف كل واحدة من السيارتين، إخترقه الصاروخ في نصف الصليب الأحمر المرسوم عليه( علامة دولية فارقة لحمايته ومَن فيه في زمن الحروب)، كما لو أن كان قصف هاتين السيارتين تمريناً لجنود العدو على الرماية لإصابة الهدف في نصف الصليب ...يا لعار الإنسانية بوجود الصهاينة ضمنها

بحث هذه المدونة الإلكترونية

أرشيف المدونة الإلكترونية

Powered By Blogger
Powered By Blogger
Powered By Blogger

المتابعون


Translate

المشاركات الشائعة

المشاركات الشائعة