www.amalkayasseh.blogspot.com

2004/06/12

نفط أمتنا والعالم العربي ..عبر مصالح الغرب

لم يعد يخفى على أحد أن السياسة الخارجية الأميركية في أمتنا والعالم العربي ترتكز على حماية مصالح أميركا الحيوية والاقتصادية، والنفط هو العنصر الأساسي لهذه السياسة . منذ سنة 1949، نبّه الزعيم سعاده الى أهمية هذا الموضوع وأكّد على مدى تأثيره على مجرى الأحداث .
هل هذه الثروة الطبيعية هي من أجل اثراء أميركا والدول الغربية ، على حساب كرامتنا وعزّتنا ؟ هل التاريخ يعيد نفسه ونحن نتفرج ؟ لنلقي نظرة الى الوراء لعلنا نستذكر ونتعلّم !
- 1916 معاهدة سايكس- بيكو السرّية بين بريطانيا وفرنسا: فيها تمّ الاعتراف بأهمية غنى الشرق الاوسط بالنفط والاتفاق على تقسيم الامبراطورية العثمانية الى مجموعة كيانات يحكمها كلاّ الطرفين موقّعي المعاهدة.
- 1920 معاهدة سان ريمو: ذكر فيها الاهمية البارزة لعامل النفط على الاقتصاد الاوروبي.
- 1921 فضح الاتحاد السوفياتي لمعاهدة سايكس-بيكو (ربما لأن لا حصة لهم فيها!)
- 1928 اتفاقية الخط الأحمر: فيها تفاصيل تقسيم الثروة النفطية الموجودة في اراضي الامبراطورية العثمانية السابقة ما بين المستعمرّين البريطاني والفرنسي، وتحديد النسبة المئوية للانتاج النفطي في المستقبل وتوزيعه على الشركات النفطية البريطانية والفرنسية والاميركية.
ان الرغبة في السيطرة على النفط أنتجت خلق كيانات اصطناعية مثل" الكويت"، تقسيم الأمة الى كيانات ذات حدود مرسومة عشوائيا" وايجاد حكّام عليها يعملون من أجل المصالح الاستعمارية الامبريالية.
- 1 حزيران 1945 وقّعت بريطانيا, القوة الاستعمارية الاساسية حينذاك، اتفاقية تعاون مع الاميركيين بشأن النفط، جاء فيها:" ان سياستنا النفطية بالنسبة للمملكة المتحدة (أي بريطانيا) مبنية على الاعتراف بأهمية مصالحنا المشتركة و سيطرتنا، على الاقل في الوقت الحاضر ، علىالكمية الهائلة من الموارد النفطية في العالم.ان هذه الاتفاقية تقضي تطوير واستعمال هذه الموارد بادارة مواطنين لهذين البلدين، نظرا" للأهمية القصوى من الناحية الستراتيجية والتجارية.”
- 1947 أعلنت الحكومة البريطانية:"ان الشرق الاوسط هو مكافأة حيوية لأية قوة تريد قيادة العالم أو السيطرة عليه، اذ ان السيطرة على منابع النفط في العالم تعني أيضا" السيطرة على الاقتصاد العالمي".
- بعد الحرب العالمية الثانية(1945-1939 )،اجتاحت موجة الاستقلال أغلبية المستعمرات القديمة وانهارت اغلبية الانظمة المؤيدة للاستعمار البريطاني والفرنسي .خسرت بريطانيا وفرنسا سيطرتهما على المتطقة ودخلت الولايات المتحدة الاميركية كقوة استعمارية جديدة مهيمنة، ومن الاسباب الاساسية لذلك مساعدة اميركا لاوروبا في الحرب .
- 14 ايار 1948: اعلان دولة " اسرائيل" الصهيونية على أرض فلسطين بمباركة، اعتراف ومساعدة اميركا،دول اوروبا ، الأمم المتحدة وغيرها من الدول،،تطبيقا" لوعد بلفور سنة 1917 "بانشاء وطن قومي لليهود على فلسطين التي كانت تحت الانتداب البريطاني ".
- 1953 في وثيقة داخلية للادارة الاميركية ،عبّرت اميركا بوضوح عن اهدافها الامبريالية ،اذ جاء فيها:"ان سياسة الولايات المتحدة الاميركية هي ابقاء نفط الشرق الاوسط في يد الاميركيين."
- 15 كانون الثاني1958 وّصفت وثيقة سرية بريطانية عنوانها "السياسة المستقبلية في الخليج الفارسي" الاهداف الرئيسية للسياسة الغربية في الشرق الاوسط كما يلي:"ان المصالح الاساسية لبريطانيا ولدول غربية أخرى في الخليج الفارسي هي 1- تأمين حرية تامة لدخول بريطانيا ودول غربية أخرى الى البلدان المتاخمة امنطقة الخليج الفارسي بهدف الاستفادة من الانتاج النفطي فيها.2-تأمين استمرارية هذه الاستفادة من النفط بأحسن الشروط وزيادة المكاسب المادية من الكويت (لا ننسى ان الشركات النفطية هي مّن خلقت الكويت). 3-العمل ضدّ انتشار الشيوعية والحركات القريبة من الشيوعية في تلك المنطقة ومحاربة ظاهرة الشعور بالقومية العربية فيها.
منذ اكتشاف الثروة النفطية في الخليج العربي سنة 1930 ، قامت الحكومات الاميركية المتتالية بانشاء علاقات وثيقة جدا" ومميزة مع عدة بلدان من المنطقة، وبالأخص مع المملكة العربية السعودية، مما جعل اميركا تعلن أن"الدفاع عن المملكة العربية السعودية هو أمر حيوي كالدفاع عن الولايات المتحدة الاميركية"،ويقال أن اميركا أمّنت أكثر من 33 بليون دولار أسلحة و عتاد عسكري للسعودية.
في ايران ، تورطت وكالة الاستخبارات الاميركية بمساعدة الاستخبارات البريطانية لقلب نظام د.مصادق المنتخب ديمقراطيا" والذي كان ينوي تأميم الصناعة النفطية الايرانية، ،ووضعت على كرسي الحكم شاه ايران باهلافي الذي أيدّ ما تمليه السياسة الغربية بما في ذلك العلاقة و الدعم ل "اسرائيل".
ان الأمثلة على التدخل الغربي والاميركي المباشر أم المبّطن في سياسات المنطقة والتأثير على حياة شعب أمتنا والعالم العربي لا تحصى من كثرتها ووقاحتها، والهدف منه ابقاء السيطرة المحّكمة على الثروة النفطية من أجل " مصالحها الحيوية".
بعض البلدان تصرح انها ضد الحرب الاميركية الآتية على العراق ، لكن الاسئلة التي تطرح نفسها هي التالية : هل ستبقى فرنسا،المانيا ، اليابان، وغيرها من البلدان على الحياد او معارضة لتلك الحرب الاستعمارية الجديدة، مع العلم أن تلك البلدان أيدّت الولايات المتحدة الاميركية وحليفتها بريطانيا في حربها "عاصفة الصحراء" ضد العراق، وفي أفغانستان حيث تمّ اكتشاف كمية مهمة من النفط مؤخرا"؟
هل ممكن أن نصدّق ان تلك البلدان ستعمل ضد مصالحها والمعروف ان اقتصادها يستفيد من الودائع المالية الضخمة العائدة من حقول النفط في الشرق الاوسط والخليج العربي ؟
نجد بوضوح الجواب على هذه التساؤلات في "الخطاب المنهاجي الأول" الذي ألقاه سعاده سنة 1935 وقد جاء فيه: " ان مبدأ : سورية للسوريين والسوريون أمة تامة،آخذ في تحرير نفسيتنا من قيود الخوف وفقدان الثقة بالنفس والتسليم للارادات الخارجية."
"ليست القومية الأّ ثقة القوم بأنفسهم واعتماد الأمة على نفسها. ومن هذه الجهة نرى أن مبدأنا هذا يكسبنا الحيوية المطلوبة لجعل شخصيتنا القومية ذات مثال أعلى خاص وارادة مستقلة هي أساس كل استقلال.
"ان مبدأ عاما" سائدا" في التاريخ، هو أن مصير سورية يقرر بالمساومات الخارجية دون أن يكون للأمة السورية شأن فعلي فيه. وعلى هذا المبدأ تعتمد الدول الكبرى في مزاحمتها لبسط نفوذها علينا. وأنا أريد أن أصرح اليوم أن انشاء الحزب السوري القومي ونموه المستمر سيتكفلان بطرد مثل هذه الوساوس من رؤوس السياسيين الطامعين ".

بحث هذه المدونة الإلكترونية

أرشيف المدونة الإلكترونية

Powered By Blogger
Powered By Blogger
Powered By Blogger

المتابعون


Translate

المشاركات الشائعة

المشاركات الشائعة