www.amalkayasseh.blogspot.com

2004/12/31

ليلكَ..إنتظار

لم تكتب لي كلماتك..

لم يهدهدني صوتك..

..وكنتُ أنا

متى سأراك على باب الدار

سأريّح رأسي على صدرك

أختبىء في حنان رائحتك

أفتش عن دفء قلبك لي

بلا أيّ مرحبا، بلا أية غربة

إنتظرتك الدهر كله،

عرفتُ أنكَ هو أنتَ

العمر كله..

ها أنا الليلة ماء ساكنة،

إستغراب لأنك لم تأتِ..

ها أنا الليلة أنين متدفق،

شخص تائه على معابر النسيان..

ألم أرسل لك، ألم أدري

أن الفرح والحلم ليسا لي؟

لا شيء لي..إلاّ نكرة النكرة

إذا عينيك لن تعد تراني،

إذا روحك لن تلهف نحو روحي..

آه كم وحدتي طويلة طويلة

آه كم حزني كثير كثير

مرآة لعينيّ بدون الكذب ..

كمٌ من الدمع المتدفق،كالعادة

حملٌ من المواعيد المكسورة،كالعادة

آخ.. إنك ألمي.. وألمي

كيفما ألتفتتُ.. إنك ألمي

لأنك أنت هو الآخر لي،

بدون شك، بدون تردد،

أنت هو الآخر لي..

أنا لك، انت لي

قلتَ أنتَ أننا نحن..

الآن، هنا،رجعتُ أنا،

أنا بدونك أنتَ،بدوننا نحن،

كم هذا حزين،أنا بدونك أنتَ، بدوننا نحن..

صمتك يبقيني سؤالاً منك

فرحاً لن يأتي، تعباً مزمناً..

رجفتي لإنتَ أبَدية

بلا تراجع.. بلا شروط

بالإنتظار ..بلا أمل..

حماه ـ فجر31/12/2004

2004/12/24

نماذج من نساء بلادي


بدأت كتابتي عن المرأة في بلادنا بما يلي:

مَن أنا لأتكلم عن المرأة ؟ وهل يُسمح لإمرأة مثقفة في مجتمع متخلّف، ضيّق الصدر والفهم محتقر للمرأة بشكل خاص وللإنسان بشكل عام ولكل أشكال التعبير والرأي والكلمة الحرّة، ان تعرض نظرتها المختلفة الى الأمور، وأن تقدم محاولة متواضعة من أجل محاربة الجهل والطغيان؟
هل أستطيع القول أنه لكوني أنثى أكفل التمثيل الحقيقي والصحيح للمرأة في مجتمعنا، حيث نسبة عالية منها مغلوبة على أمرها، لانها غير قادرة على التعبير عن رأيها وقناعاتها وضميرها وطموحاتها، أو لأنها ربما تخضع لابتزاز او تهديد في حياتها الشخصية والعائلية وفي لقمة عيشها ووظيفتها وضمن المجتمع التي هي ركن أساسي فيه، ولذا نرى سلوكيتها متناقضة مع اقتناعاتها ورغباتها في معظم الأحيان؟ وكيف تمكنت أنا شخصياً التصرف مع التناقضات الناتجة عن إزدواجية الرابطين، الرابط من الدين مع تعاليمه من جهة والرابط من تجارب الحياة والثقافة المكتسبة والمختلفة عن الثقافة الدينية من جهة أخرى؟ هل من تجربتي الخاصة أستطيع التعميم بالنسبة لوضع المرأة؟ ما هي الأجوبة الصحيحة على التساؤلات العديدة المتعلقة بوضع المرأة في المجتمع؟ ما هي الحلول ؟
إن الأجواء المحيطة بالمرأة في بلادنا مثقلة بالضغوط عليها على جميع الأصعدة، وهذه الضغوط نفسية كانت او مادية ترتكز أصلاً على الترهيب والترغيب الذي يأتيان غالباً من التعاليم الدينية المعتنقة من أبناء المجتمع والملقنة له( بطرق غير صحيحة أحياناً)، و لذا تتصرف المرأة بسلوكية تظهر عليها بشكل واضح علامات الحيرة والتراجع في عدة مجالات.
... ثم توقفت، توجد دراسات كثيرة قامت بها عدد لا يحصى من النساء ( وأنا منهن)والرجال، تتكلم وتناقش وتطرح إشكالية وضع المرأة في أمتنا،وموضوع المساواة ما بين الرجل والمرأة!!!
فإرتأيت أن أسرد قصصاً وأخباراً عشتها أو صادفتها في حياتي، هذه المقاطع قسم من تجربة.. لعل يستخلص القارىء والقارئة بنفسهم منها المعاني والعبر...

**

ـ1 ـ

من ضمن دراسة إجتماعية (عام 1992) عن وضع المرأة في الشام مع مجموعة من الطلبة الباحثين في علم الإجتماع، قسم من حديث مع هذه الآنسة من دمشق( درست الشرع الإسلامي وهي متحجبة وتعمل في وظيفة في الدولة).

السائلة: أنت مبسوطة لأنك إمرأة بها المجتمع؟

المجيبة: مو كتير

السائلة: ليش مو كتير؟

المجيبة: لأنه المجتمع عنا يعطي الأولوية للرجل بشكل غير مناسب، يعني الإسلام أعطى الأولوية للرجل كما أعطى المرأة حريتها، بس المشكلة أنه الرجال لا يستخدمون هذه الأولوية بالشكل اللازم والمناسب.

السائلة: عندك مثال؟

المجيبة: ممكن تعامل الرجل مع المرأة في الحياة الزوجية، إنه مثلاً يعني ، الإسلام ممكن الرجل يضرب زوجته بس بشكل كتير خفيف، والرجال هلق الآن بيضربوا المرأة بشكل عنيف هذا منافي للإسلام وغير مناسب أبدأ يعني.

السائلة: بس انتي تعرفي حدا العمل هيك؟

المجيبة: شخص عمل هيك، صديقتي في العمل طلقت من زوجها الآن وهو كان يضربها بشكل عنيف.

السائلة: وشو عملت؟

المجيبة: طلبت الطلاق، وتطلقت الآن،إنفصلا عن بعضهما.

السائلة: وبشكل عام كيف توصفي وضع النساء بهالمجتمع؟

المجيبة: بشكل عام يعني، جيد ومو جيد

السائلة: كيف جيد؟ وبعدين كيف مو جيد

المجيبة: جيد بالنسبة لوضعها انه هية متحررة تخرج للعمل تخرج تمارس حقوقها الشرعية العامة، وهذا جيد بالنسبة لها، بس غير جيد كما قلت لك العلاقة بين الرجل والمرأة دائماً الرجل يطغى في كل شيء ليس فقط في الحياة الزوجية، ليس فقط في التعامل الشخصي بين الرجل والمرأة بس بشكل عام في الحياة العامة الرجل له الفوقية هذا يعني غلط.

السائلة: آيه غلط، فما في مساواة بين الرجال والنساء، بس تعتقدي المساواة صحيحة؟

المجيبة: يعني لازم يكون في مساواة بس مو بكل شيء، يعني يوجد أعمال لا يقوم بها سوى الرجال، يعني غير مناسبة إلا للرجال

السائلة: مثلاً شو؟

المجيبة: مثلاً أعمال البناء، هذا متعب جداً للمرأة يعني لا تستطيع أن تقوم بهذا العمل، وكلمة المساواة تعني المساواة في كل شيء وهذا ليس في كل شيء يعني

السائلة: وكيف توصفي وضع الرجال في هذا المجتمع؟

المجيبة: شايفين حالن ( مع ضحكة) طبعاً مو الكل يعني دائماً يوجد السيء ويوجد الحسن كمان

السائلة : مثلاً الحسن؟

المجيبة: مثلاً مثل الرجال الغربيين يعني ما عندن تفرقة بين الرجل والمرأة يعني يعاملوا المرأة بشكل لطيف وحسن وجيد وغالباً الرجال يعاملون المرأة بشكل هيك لا شيء

السائلة: ما عنده إحترام!

المجيبة: ما عنده إحترام ما عنده ديبلوماسية مع المرأة

السائلة: وتفكري الرجال غالباً هيك؟

المجيبة : آهاه في المجتمع العربي غالباً هيك

السائلة: والرجال مثل الرجال في الغرب هم نادرين؟

المجيبة: طبعاً يعني أنا شفت أجانب وشفت كتير من الرجال بس قارنت بين هون وهون يعني الأجانب ممتازين

السائلة: وبرأيك شو هية الصفات، صفات الرجل المثالي؟

المجيبة: بالنسبة للمرأة أم بشكل عام؟

السائلة: بشكل عام برأيك؟

المجيبة: لازم يكون يعني شخص جيد بحب عمله بحب الأسرة أسرته لازم يعامل المرأة بشكل جيد يعني هية المرأة بشكل عام ضعيفة فلازم يعاملها بهالمستوى هاد مو دائماً ضعيفة هية بس ببعض المواقف غالباً عاطفية أو ضعيفة بمعنى العاطفي بس لازم يعاملها على هذا الاساس، يستطيع أن يتحمل المسؤولية يستطيع أن يؤمن طلبات الزوجة و طلبات الأولاد طلبات البيت حتى يكون رجل جيد

السائلة: وشو هية الصفات، صفات النساء المثالي؟

المجيبة: لازم تكون قوية الشخصية قبل كل شيء بهذا الوقت وهذا المجتمع يعني، ولازم تكون بالمقابل كمان بالحياة الزوجية لازم تكون محبة لزوجها وأولادها وتستطيع أن تؤمن الحياة المريحة لزوجها وأولادها وتستطيع تحمل المسوؤلية يعني مثلاً لا يجب أن تترك الولد يخرج إلى الشارع يلعب هذا غير مسموح يعني لأنه ممكن باي لحظة أن يعمل حادث او يحصل له مكروه أو أي شيء يعني هذا مسؤوليتها هي فيعني لازم تكون قد المسؤولية ـ وغالباً النساء هذا الوقت، النساء الصغيرات اللواتي تزوجن حديثاً يعني صغيرات السن نسبياً لا يقمن بالشكل اللازم للمسؤولية الحياة الزوجية، لا يقمن بالمسؤولية التامة للحياة الزوجية.

**
ـ2 ـ

صديقتي تتعرف على رجل يحاول مصاحبتها، فلا ينفك يتصل بها ويطلب مراضاتها ويعبر عن إعجابه بها، قبلت لقاءً معه في يوم ما، حول فنجان قهوة، في إحدى المقاهي السكوتة :

هي: لكنك متزوج منذ مدة قصيرة، فما الذي يحصل مع زوجتك؟

هو: إنني أقوم بواجبي الزوجي معها، علاقة جنسية مرتين في الشهر، لكن الروتين تقتل الرغبة

هي: لكنها ما زالت إمرأة جميلة وإجتماعية وسلسة المعاملة والمعشر

هو: ما هو الحرام هالإبن الحرام طيب!!

هي: لكنني كنت أعرف أنك رجل تصلي وديّن؟

هو: وما زلت

هي: وكيف تجمع بين هذين المتناقضين؟

هو: كل شيء إلو شيء، هذا بوقته وهذا بوقته...

هي: بس يعني إنك تخبّص؟

هو: من وقت لوقت...دعينا من هذا الحديث الآن، إنك إمرأة جميلة الخ... تعالي نعيش اللحظة بوقتها، واعطيك لذة وانت تعطيني لذة...

هي: لماذا تريد أن تخرج معي ؟

هو: بحثاً عن اللذة، إنني أرغبك..

**
ـ 3 ـ

تقتلني الأغاني العاطفية وقصائد عشق شعراء كثر!!..

لماذا لا يتعلم الرجل في بلادي قول كلمات مثل " أحبيني بلا عقد،/ وضيعي في خطوط يدي"... "هل عندك شك،/ أنك أجمل إمرأة في الدنيا/..كاظم الساهر) أو " أحابيك ،/ كأني ملك يديكِ،/ مصيري لا يعرف،/ إلاّ،/ أصابعك،/ وخديك.. /(نعيم تلحوق)...

أين يوجد هذا الحب ـ العشق من الرجل نحو المرأة،وهذا التقدير المتناهي لها، سوى في كلمات الشعرالعربي؟

**
ـ 4 ـ

شابة من مدينة حماة صادفتها إبنتي في سهرة إجتماعية:

ـ إنتِ من لبنان؟

ـ نعم

ـ صحيح أن كل البنات عندكم بيضهروا مع الشباب وبيناموا معهم مثل عند الأجانب، وأنه توجد حرية جنسية قد تفوق ما يحصل في بلاد الغرب؟

_ ( إبنتي وهي محتدّة غيظاً) شو هالحكي؟ من أين حصلتِ على هذه المعلومات الخاطئة؟

ـ ما نحن عم منشوف اللبنانيات على التلفزيون، كيف تلبسن وتهزن خصرهن وترقصن أمام الشباب بدون حياء أو خجل في الأغنيات، وفي المقابلات وبرامج الألعاب المشتركة..

ـ هذا الذي ترينه يعطي فكرة خاطئة عن اللبنانيات، لسنا فاسقات، توجد صبايا تعيش ككل صبية في بلاد الشام، تتعلم وتعمل وتكون خلوقة ولا تعاشر جنسياً الرجل سوى من بعد الزواج. صحيح أنه يوجد إختلاط ما بين اللبناني واللبنانية، ليس مثل هنا في حماة، لكن هذا لا يعني أنه خروج عن الأخلاق، بل تجربة يمر بها الشاب والصبية ، يتعرفان على بعضهما ويتكالمان ويحصل تفاعل ما بينهما، فالمجتمع مكون من الإثنين،ممكن العلاقة ما بين الإثنين أن تكمل لتصل إلى بناء عائلة،وممكن أن يفترقا دون تكملتها، ومن خلال هذه التجربة تعرف اللبنانية كيف تختار زوج المستقبل، وتكون مسؤولة عن إختيارها، فيتعاونان معاً في الحياة ويتشاركان.

هنا في حماة عندكم، بسبب تعصب ديني لا أفهمه، يوجد الزواج التقليدي، دون أن يرى أو يعاشر الرجل زوجة المستقبل قبل أن يُكتب كتابهم، وهذا برأي شيء خاطىء، الأم التي ترى عروس المستقبل لإبنها وتكلمها، ليست هي مَن ستقوم بالعيش معها وتأليف اسرة. هذه العادة في زواجكم خاطئة، وكذلك الزواج بالاكراه وفي سن مبكر للفتاة ( لنستر عليها! يقول الأهل) الذي لا تنتج منه الا العائلة المفككة وينتهي بالانفصال.

**
ـ 5 ـ

عند التنقل في أماكن مختلفة في الليل( الظلام يخفي كل شيء، بما فيها العيوب)، تصادفك مظاهر ومظاهر، منها المراهقة المصاحبة لرجل( بهدف الكسب المالي او بحثاً عن خبرة وإهتمام رجل ناضج لها) أكان مسناً( يا ريت الشباب يعود يوماً! يوجد الفياغرا هذه الأيام، الدواء العجب!..) و/ أو متزوج ( يخرج مع زوجته وعائلته إلى المطعم في النهار، ويأتي بصاحبته إلى المطعم ذاته في الليل..)، أو المرأة الأجنبية التي يفتخر الرجل الشرقي بإبتطاء ذراعها: شقراء وأجنبية وتلبس " سيكسي" وليست متطلبة، لكن هو الرجل الكريم يصرف عليها ماله كله من أجل قبولها بمضاجعته حسب أهوائه... والتبجج بمصاحبتها أمام أصدقائه...( شوف شو هو حمار، عم بيصرف عليها كل شيء معه، ومايت على صرمايتها) ...

ويقول الشاب في بلادنا أن الفتاة وأهلها لديهم طلبات كثيرة لا تحتمل من اجل القران، منها الشقة والمقدم والمؤخر ومصاريف حفلة الزواج، لذلك لا قدرة له على أن يتزوج..

**
ـ 6 ـ

إبنة عمي:" جيبيلي وإنتِ رايحة على لبنان كريم أجنبي للوجه، بيمنع الكَلَف والتجاعيد و بيبقيه مضوّي ونضر، وشو ما كان سعره، بدفعه لك"..

أنا:" لكن بشرتك رائعة جداً، أنظري إلى بشرتي التعبة من وراء العمل خارج المنزل والتدخين والهموم والمسؤوليات و و.. إنت بتعرفي حياة الركض التي أعيشها، بس شو بيهمني، ما دام القاضي راضي( زوجي).."

إبنة عمي:" بدي ضلني حلوة ولعوب لأعجب بَعلي أبو مظفّر( زوجها)! وكمان إذا وجدتي شي فستان غير شكل ، فاهمة عليي.. مثل هيفاء وهبي، بيجّن أبو مظفّر بس ليشوفها.."

**
ـ 7 ـ

حديث هاتفي ما بين صديقتين حميمتين قديمتين، كل واحدة في ضيعة مختلفة تبعد الواحدة عن الثانية بالكيلومترات:

ـ شو أخبار إبنتك وعريسها؟رح يصير لهم شهر متزوجين، مو؟

ـ الحمد لله، مبسوطين آخر بسط، عم بيدللها وبيجيب لها كل شيء بتطلبه نفسها.كل يوم بتتحمم مرتين..( ضحكة!) هيئتهم معجلين ليصير ابو عبدو. وإنت، إبنتك، شو عاملة؟ ما حبلت بعد؟

ـ لا الله ما طعمها بعد. ما خلت حكيم إلاّ وشافته، وكلهم عم بيقولوا لها:ما بكِ شيء، ولازم انو زوجك يجي يفحص بذرتو." بس المشكلة من صهري وأمه، قاموا الله الله بس لإبنتي كلمت زوجها بضرورة فحص طبي له، هو إعتبر هالشيء مس برجوليته، وحماتها من يومها حالفة يمين إنو تخلّي إبنها يطلق بنتي إذا لم تجيب له ولد، أو تروح تزوجهُ واحدة عليها.وحالتها حالة بنتي، الله يعينها، عم تبكي كل الوقت، وزوجها ما عم بيلفي عالبيت إلا بآخر السهرة وريحته مشروب.. الهيئة كاتبة لإبنتي كتيبة شيء واحدة طارقة عينها على صهري، لأنه معه مصاري ومرتاح.. هيك أخبارنا، وجعت لك رأسك...

**
ـ 8 ـ

بعض من قراءاتي عن وضع المرأة في الأديان ومع الأنبياء

عند قراءة سيرة حياته ودعوته للدين المسيحي، يستوقفني أن نساء كثر أحاطت بالمسيح (النبي عيسى )، منهن والدته مريم العذراء( وقد فُضلت على كافة النساء " مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك")،كما يعلمنا الإنجيل أن مريم كانت تحفظ جميع الكلام المتعلق بنبوءة يسوع، وأيضاً غيرها من النساء واكبن الدعوة المسيحية كنبية حنة بنت فنوئيل من سبط أشير، ومريم المجدلية ومريم أم يعقوب، الخ.. وقام المسيح بعمل عجائب لنساء متعددات، ويوم موته ذُكر أن النساء التي أتت من الجليل وغيرهن لحضور الدفن هُن أوائل مَن نظرن إلى القبر وكيف وُضع، و هنَ التي أخبرن الأحد عشر رسل وجميع الباقين بما رأته في القبر، أي أن المرأة هي التي أوصلت الكلمة التي هي ركن أساس من أركان الدين المسيحي والمتعلقة بالصلب والقيامة ..

أمّا بالنسبة لموضوع الطلاق عند المسيحيين، فلم يُمنع منعاً باتاً لكنه لم يتم الترويج له:

" كل مَن يطلق إمرأته ويتزوج بأخرى يزني. وكلُ مَن يتزوج بمطلقة من رجل يزني" ( إنجيل لوقا ـ الإصحاح 16)

عند قراءة الكتب الدينية للزبيدي والبخاري وغيرهم التي ذُكرت فيها أحاديث النبي محمد ( ص) ، نجد أنه لا يوجد أي حديث يذكر أن النبي محمد كان يحتقر المرأة أو يعلّم بالحط من كرامتها، بل على العكس فإنه يكرمها ويسوّي بينها وبين الرجال في التكاليف والأحكام.وإختبر محمد (ص) المرأة في جميع أدوار حياته وإمتزجت عاطفته بعاطفتها طفلاً ( تولت حضانته بعد وفاة والده ووالدته وعمره بضع سنوات فتاة حبشية إسمها بركة وتكنى " إم أيمن" وقد عكفت هذه الفتاة على تربيته وخدمته حتى بلغ الخامسة والعشرين من عمره)وشاباً ( تزوج في الخامسة والعشرين السيدة خديجة بنت خويلد وهي إمرأة أرملة في الأربعين، ذات تجربة وثروة، وقامت خديجة بتشجيعه وببث الثقة والصبر والثبات في نفسه، فنرى النبوة ولدت على يد المرأة " خديجة" بينما لم يشهد ولادتها أحد من الرجال. لا أبو بكر ولا عمر، ولم يسمع بذكرها علي ولا معاوية.) وكهلاً ( تزوج بعد وفاة خديجة إبنة أحد صحابته، أبو بكر الصديق، وتُدعى عائشة، كانت له زوجة وتلميذة أيضاً). وكما كان النبي ( ص) يعترف للمرأة بحقها في الإستقلال بمصالحها الخاصة، كان يرى لها الحق أيضاً في أن تشارك الرجال في خدمة المصالح العامة، وكذلك مرافقة الجيش وخدمة المحاربين. وكثيراً مما كان يعامل به نسأه نراه اليوم غير لائق ولا مناسب( الخروج بالنساء في أسفار الرجل، المشاركة في الرياضة، وفي نشاطات الرجل )

إن العلم ضرورة شرعية على كل مسلم مكلف، ألا وهو صحة العمل. والمسلم لا يُقصد به الرجل فقط، بل هو يتعلق بالمرأة والرجل على حد سواء، لأن الخطاب التكليفي في القرآن الكريم وإن جاء في صيغة المُذَكّر إلا أن المقصود به كل من الذّكَر والأنثى، لأنهما معاً مُكّلَفين بعمارة الأرض كما أنهما معاً محاسبين على أعمالهما، وهذا ما أكد عليه القرآن الكريم بقوله :" للرجال نصيبٌ ممّا إكتسبوا وللنساء نصيبُ ممّا إكتسبن" ( سورة النساء ـ 32). وهذه الآية دليل على أن المرأة مكلفة بالعلم، لأن الكسب يأتي نتيجة العمل، والعمل إنما يأتي نتيجة العلم.

أول آية أُنزلت من القرآن هي:" إقرأ" ( العلق ـ 1 ) ثم توالت الآيات بعد ذلك تدعو إلى التزود بالعلم، وقد سُميَ كتاب الله قرآناً، والقرآن إسم مشتق من القرآن، وسُميَ قرآناً كما يرى بعض العلماء " لكونه جامعاً لثمرة جميع العلوم".

والأمثلة عن المرأة المسلمة المتعلمة كثيرة، نذكر منها أن عائشة زوجة الرسول، على رغم صغر سنها،كانت مرجعاً علمياً كبيراً لكثير من الصحابة. قال عنها أحد الصحابة وهو أبو موسى الأشعري:" ما أشكل علينا أصحاب رسول الله حديث قط إلا وجدنا فيها منه علماً" ( ابن الجوزي ـ صفة الصفوة ـ ج 2ـ ص 24 ). وكانت فحصة بنت عمر بن الخطاب تقرأ وتكتب وتعلّم النساء القراءة والكتابة. وشجع النبي النساء على حضور مجالس العلم، وكان مخصصاً يوماً لهن في الأسبوع لطرح أسئلتهن والإستفسار والمناقشة. وكانت النساء تقمن بتحبير المصاحف. كتاب"مرآة الأدوار "يذكر أن الخطاطة " بادشاه خاتون" نسخت من المصاحف الشريفة ما لا نظير له، وذكر إبن فياض في تاريخه:" انه كان بالربض الشرقي في قرطبة بالأندلس مائة وسبعون إمرأة يكتبن كلهن المصاحف بالخط الكوفي". فإذا كان ذلك في ربض واحد فكم كان من النساء الكاتبات في جميع أرباض قرطبة التي بلغ عددها ثمانية وعشرين رضباً ( مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق ـ مجلد 2 سنة 1922ـ ص 265 ) . وتوجد شواهد كثيرة على أن المرأة المسلمة كانت تهتم بالدين والعلم والفن، فمَن يزور مكتبة القيروان الشهيرة يشاهد مصاحف قرآنية مزدانة بالزخارف مطعمة بالذهب نمقها أنامل فتيات مسلمات في العصور الغابرة. و كانت تلك الفتيات يتنافسن في تجويد الكتابة وتزويقها ويختمن كل مصحف بهذه العبارة: هذا من صُنع وقلم فلانة بنت فلان قدمته هدية لخطيبها فلان بمناسبة الإحتفال بزواجهما".

**
ـ 9 ـ

في مناقشة ما بيني وبين إبني حول نظرة شاب عصري ترعرع في منزل علم وثقافة ومحبة وإحترام لشخصه ولشخص أخوته البنات:

ـ قل لي، يا إبني، هل ممكن أن تتزوج يوماُ من الأيام فتاة فقدت عذريتها؟

ـ نعم، ولم لا؟ على كل الأحوال، مع عمليات إعادة ترميم غشاء العذارى عند الفتاة التي تجرى حالياً بكثرة عند الأطباء، ليس من السهولة للرجل أن يكتشف إذا كانت عروسه عذراء أم لا. وأنا لا أعتبر أن شرف الفتاة متعلق بهذا الغشاء، كيف يحق لي أن أحاكمها على شيء من ماضيها، لها الحق أن تحب وتعشق من قبلي. بالنسبة لي، شرف البنت متعلق بوفائها وصدقها ومعاملتها للرجل. لماذا يحق لي انا كرجل أن أعاشر البنات جنسياً، ولا يحق لها هي؟

ـ وبالنسبة لزواجك من أجنبية، ما رأيك بهذا الموضوع وخصوصاً أنك تنوي الهجرة إلى الخارج؟

ـ لن أفتش تفتيشاً عن الفتاة الأجنبية لكي تصبح شريكة حياتي، أفضل بنت بلادي، هي وأنا من المجتمع ذاته، لكن إذا حصل وإستهوتني أجنبية وإنشدّيت إليها عاطفياً وعقلياً، فما المانع بذلك؟ المرأة هي إمرأة في كل أنحاء العالم ، المهم هو كيفية تفاعلي أنا معها وهي تفاعلها معي، وكيفية إنشاء ما بيننا علاقة متكاملة مبنية على المحبة والإحترام والتقدير المتبادلين والصدق في العلاقة، كل هذا مع تحكيم العقل لأنه كما تعلمت" العقل هو الشرع الأعلى".

لكن بصراحة يا أمي، مع كل هذا الإنفتاح الذي هو من حق الإمرأة في بلدنا، أتمنى فقط أن تبقي المرأة من بلادي الناحية العاطفية عندها وتبقيها حيّة كذلك عند الرجل، فلا تجعل المادة تسيطر عليها ولا عليه، فلا أجمل من نطرة البنت للموعد ولهفة الشاب عليها والسعي لمقابلتها والكلام الجميل ما بينهما والمشاعر الصادقة. وأتمنى ألاّ نصل إلى يوم نمحي هذه المشاعر من قلوبنا وعقولنا.

2004/11/30

ماذا بعد مظاهرة لبنان ضد القرار 1559؟


_ "غداً التظاهرة المقررة للتنديد بالقرار 1559، ألن تشاركون بها؟"

_ "وهل نشارك في تظاهرة تدعو الجيش السوري للبقاء عندنا؟!!"

ـ " كل ما راحوا السوريين بكير، كل ما كان أحسن للبنان!!"

ـ " انا ما عندي ولا واحد سوري بعيلتي، الله نجانا!!"

ـ " في واحد سوري تجنس لبناني وصار عم بيطالب بخروج الجيش السوري من لبنان!!"

صعقتني هذه الردود والتعليقات والتجريحات، خصوصاً أن الذين تفوهوا بهم يُحسبون من الجسم التعليمي المثقف، أساتذة مهمتهم تعليم الجيل الجديد !! وقد نسوا دعم الشام المعنوي والمادي والسياسي واللوجستي وفي المحافل الدولية تجاه لبنان والمقاومة اللبنانية ضد الإحتلال الصهيوني ولوقف الحرب الأهلية!!
فبدأت بمناقشة الموضوع، وتوضيح أن القرار 1559 *هو قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي وفيه تدخل سافر في الشؤون الداخلية اللبنانية، وأنه من واجب كل مواطن مؤمن ببلده وب " السيادة، والحرية، والإستقلال" أن يرفض هكذا قرار، وأن يشارك في التظاهرة الوطنية الكبرى التي دعت إليها الأحزاب والقوى اللبنانية والهيئات والإتحادات اللبنانية في يوم 30 تشرين الثاني 2004، والتي ستنطلق الساعة الثانية بعد الظهر بإتجاه ساحة الشهداء حيث سيلقي عدد من الخطباء كلمات.
وأوضحت أن القرار 1559 هو إجتياح سياسي لبلادنا، وأنه عندما إجتاحت " إسرائيل " أرض الكيان اللبناني، صدرت عدة قرارات دولية من مجلس الأمن منها القرار 425 لكنه لم تؤخذ الخطوات الضاغطة والعملية لإجبار العدو الصهيوني على الإنسحاب ، فكانت المقاومة والعمليات البطولية التي أجبرت جيش العدو على الإنسحاب.
الأمر الغريب هو أنه يوجد عدد كبير من اللبنانيين (دون أي فرز طائفي لهؤلاء) يؤيدون القرار 1559، ولا يرون أبعد من طرف إنفهم، ولا يدركون أن هذا القرار يشبه بحد كبير المطالب "الإسرائيلية" من لبنان، والتي ممكن تلخيصها بالآتي:
ـ تحييد لبنان عن مشكلة الصراع العربي ـ" الإسرائيلي" والعودة لإتفاق الهدنة بين لبنان و"إسرائيل "الموقعة عام 1967.
ـ إنسحاب القوات السورية من لبنان حتى الحدود الدولية.
ـ نزع سلاح حزب الله وكل الفصائل اللبنانية والفلسطينية المقاومة.
ـ نشر الجيش اللبناني في الجنوب لحماية حدود " إسرائيل" الشمالية

فصل المسارين اللبناني والسوري والدعوة إلى تشكيل حكومة لبنانية قادرة بمفردها على إبرام إتفاقات ثنائية بين لبنان و"إسرائيل".
ـ رفض تطبيق القرارات الدولية الداعية إلى حق عودة الفلسطينيين إلى أرضهم والمطالبة بتوطينهم في لبنان وبقية الدول العربية ودول الإنتشار الأخرى.
ـ إستمرار الخروقات الإسرائيلية الجوية والبرية والبحرية للأراضي اللبنانية وذلك لاسباب تتعلق بأمن " دولة إسرائيل"
هذا دون أن أنسى ذكر ما حصل في العراق، وفي فلسطين، وما يُخطط لأمتنا من مشروع سايكس ـ بيكو جديد، وأننا علينا مواجهة هذا المد الإستعماري الجديد الذي يبدأ دائماً ب " فرّق، تسّد"!!..
هل إقتنع هؤلاء الزملاء المثقفين في هذه المدرسة التي تُحسب من أحسن مدارس لبنان من ناحية العلم واللغات الأجنبية المُعطاة والنتائج النهائية لطلابها؟ لا أدري، لكن الذي أعرفه هو أنني واجهت هذا الجهل المطبق ونكران الجميل هذا بما إستطعته من مناقشة عقلانية وبموضوعية، ومن الناحية العملية الفعلية وتطبيقاً لما أقتنع به،" نزلت" إلى المظاهرة مع عائلتي في اليوم المحدد لها، أي اليوم 30-11-2004.
المشهد مؤثر يكبر به قلب الإنسان: جحافل من المتظاهرين، نساء ورجال وشباب واولاد من جميع الطبقات الإجتماعية وفدوا من كل أنحاء المناطق اللبنانية، الكل يرفع العلم اللبناني دون غيره، مع صور للرئيسين اللبناني إميل لحود والسوري بشار الأسد، والحناجر تنشد أناشيد مشجعة على المقاومة والنضال، الجيش اللبناني والقوى الأمنية والإسعافية متواجدة على الطرقات، لم نشهد أي حادث مخل للأمن، وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية تقوم بالتصوير وأخذ المقابلات، كلمات قياديين وطنيين تحث على المحافظة على المواقف المشرفة المقاومة وعل وحدة المسارين اللبناني والسوري..
من ثم عدنا إلى المنزل في سيارة عمومية، (وكانت المظاهرة لم تنتهي بعد إذ كانت ممتدّة من الأوزاعي حتى ساحة الشهداء)، وفي مجرى الحديث مع سائق التاكسي قال:" اليوم بحق وحقيقي أرى لُحمة اللبنانيين ما بينهم، إذ بالرغم من تباين الآراء والعقائد بين المجموعات والأحزاب ، إلاّ أن جميع مناصري الأحزاب والقوى اللبنانية المشاركين في التظاهرة الوطنية هذه رفعوا العلم اللبناني وأنشدوا النشيد الوطني اللبناني".
هل أصبح سائق السيارة العمومية أكثر وطنية وإدراكا وحفاظاً على مصلحة بلاده ومحيطه القومي من مثقفينا " المتفرنجين" ؟ أظن ذلك، واأسفاه، ويا خوفي على مستقبل أولادنا مع هؤلاء....

· بنود قرار مجلس الأمن رقم 1559
ـ يؤكد مجدداً مطالبته بالإحترام التام لسيادة لبنان وسلامته الإقليمية ووحدته وإستقلاله السياسي تحت سلطة حكومة لبنان وحدها دون منازع في جميع أنحاء لبنان
ـ يطالب جميع القوات الأجنبية المتبقية بالإنسحاب من لبنان
ـ يدعو إلى حل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها
ـ يؤيد بسط سيطرة حكومة لبنان على جميع الأراضي اللبنانية.
ـ يعلن تأييده لعملية إنمتخابية حرة ونزيهة في الإنتخابات الرئاسية المقبلة تجري وفقاً لقواعد الدستور اللبناني الموضوعة من غير تدخل أو نفوذ أجنبي.

ـ يطالب جميع الأطراف المعنية بالتعاون تعاوناً تاماً على وجه الإستعجال مع مجلس الأمن من أجل التنفيذ الكامل لهذا القرار ولجميع القرارات ذات الصلة بشأن إستعادة لبنان لسلامته الإقليمية وكامل سيادته وإستقلاله السياسي.

ـ يُطلب إلى الأمين العام أن يوافي مجلس الأمن في غضون ثلاثين يومأ بتقرير عن الأطراف لهذا القرار، ويقرر أن يبقي المسألة قيد نظره الفعلي.

2004/11/27

أنتَ.. صقيع جنوني..

إجتاح في شراييني

صقيع البرد...

لمّا لستَ معي، تدفئني في شرايينكَ؟

هل نسيت؟!!.. أن للذاكرة عيون

وأن للقلب دمع، وألم...

تصورتُ صورتي لديكَ

في واجهة الدار

في أعماق الشعور

وأن بعد ضياعي لقيتكَ

مرساة لبقاء الحياة،

على كتفك أنت،

في حضنك أنت...

أُغلقت الأبواب،

سُدّت النوافذ،

ودوائري تتناغم

وهي تتآكل..في العدم..

الصوت خرس، الصوت أُطفىء

والنور كذلك...أراني، ولا أراني

وأنت في سكوت رهيب

ينفيني وجودكَ، يرفضني حبك..

وتدور الكلمات، مع نكران لمكاني

كلماتي ترفض سماع أي نغم

أية ذاكرة عند الذاكرة

متى أنتَ تنكرني، متى أنتَ تصدّني

عندما أنازعُ ببطء موتي

وأنتَ لا تدعوني نحوكَ...

فتحتُ لك شراييني

أخفيتكَ فيها لكي لا تبرد

ولا تنزل دمعة من عينيك

يا عيوني..

ثلجاً حارقاً، وضعه جفائكَ

ليلتهم كل كياني

ليهدمني.. كلّي، بتمعن .. بنسيان..

ليمحيني من الوجود..

فيصرخ فؤادي: أُفتش عن الدفء

فقط... صدقاً...لا غير...

سوى الدفء... سوى الدفء...

فقط..صدقاً.. الدفء..لا غير

وقد جفت الدموع

من حلقي، مني

كما الدماء..

وقد هدّمتُ بيديّ

كل الحواجز

وصارعت بجنوني
كلّ الأعصار

والأهوال كلها،

من أجل عينيك..

بعد أن أثلجَت شراييني

صقيع بردكَ.. وبحثي عن دفئي...

2004/11/12

إلاّ..مني..

صعدَت نحوكَ أجنحة الظلام

والطرقات المقفرة إلاّ مني

لتتلاقى مع الحزن..

تنتظركَ، هذه الكلمات المنسية،

على شطآن الجراح:

" كادت يدانا أن تلتقي

في عناق حب عظيم

وتفاجىء عشقاً رائعاً

لليالي وسكون القمر

حين تتفتح نوافذ الضوء لي

حيث أعماق الرغبة.."

الكلام يتآكل، يترك بركاناً

غضباً مجروحاً يزمجر أنيناً

بعد أن وزعتني قطعاً إرباً

ً تتناثرها مع أوقات أهوائكَ

فمحيتَ رائحتكَ من على جلدي..

الحروف تقول: لا أنساك

تردّد بخفوت الصوت

أرغب بنسيانك لي

أرغب بنسياني.. أنا

لحلم حنان ضبابي..منك أنت..

مِن عشقكَ؟ لم تبق ِ دمغةً واحدةً

تكتشف بها غليان أعماقي

مِن هوائكَ؟ لم تترك فسحة واحدةً

أروي بها جوعي

ولا ماء تبلل وحدتي..

ألم أعد أراك؟ لا تسألني

إسأل إذا لم تزل تراني..

مكانك خليّ.. مني..

وزماني خليّ..منكَ..

يحفر إسمك دائرة الألم

يسهو فوق ركاماتي

يأمل بأمان ذراعيكَ..حولي..

2004/10/16

هل تخلى السوري القومي الإجتماعي المهاجر عن عقيدته؟


" آخ! إنني موجوع على بلدي!..."
كيف أصبح السوري القومي الإجتماعي( أقصد هنا الرفيقة والرفيق بدون تمييز ما بينهما كمعتنقين لعقيدة أنطون سعاده) مهاجراً لوطنه ولمؤسساته الحزبية، وهو هذا الإنسان الذي نجد في صلب عقيدته التعلق بالأرض وبالمجتمع؟
يبدأ المهاجر القومي حمل صليب الحنين والشوق والشعور بأنه مُقتلَع رغماً عن إرادته الواعية وغير الواعية من بيئته وأمته يوم يبدأ سفره خارج الكيانات المصطنعة للأمة السورية وتبدأ عيشته في بلدان المهجر في أوروبا وأفريقيا والأميركيتين واستراليا وكندا وبلاد آسيا وروسيا. وهجرته هي للأسباب التالية:
1 ـ الدراسة الجامعية نظراً لأن مصاريفها في المهجر أقل بكثير من تلك المفروضة عليه وعلى كاهل أهله في أرض وطنه.
2 ـ وجود مراجع علمية ومختبرات ومراكز للأبحاث.
3 ـ ظروف عائلية ومعيشية صعبة في كيانات الأمّة، ناهيك عن الإحتلالات.
4 ـ السعي إلى لقمة العيش وسبل العمل والتحصيل المادي.
5 ـ إن الإغراءات الموجودة في بلاد المهجر من زواج مع الأجانب واخذ جنسية بلد الإقامة وسهولة تأسيس لعمل وتأمين سكن وطبابة وضمان صحي وحياتي له ولعائلته هي عوامل أساسية في بقاء السوري القومي الإجتماعي بعيداً عن بلده وأهله ومجتمعه مع تغيير جذري في نظرته للأمور الحياتية.
حتى لو أتى في العطلة لزيارة الأهل والأصدقاء إلاّ أن المغترب السوري القومي الإجتماعي، كلما طالت مدة إقامته في المغترب كلما بات يشعر انه غريب عن أهله وأصدقائه ورفقائه وعن مشاكلهم. وهم باتوا لا يعرفونه حق المعرفة فنسمعهم يقولون أنه تغير في عدة أشياء ولم يعد يفهم أو يتحمل ما يقاسونه في حياتهم في الوطن، إذ يقيس ما يعانونه مع ما هو عاناه أو ما يعيشه الآن وما تقدمه له حياته الجديدة والبلد الذي إستضافه.
وهنا يبدأ عنده العراك مع الذات وما بين الواقع القديم والجديد يشارك فيه تمزق داخلي، وتستمر الهوة في الإتساع لحد يصل المطاف بالمهاجر القومي إلى أخذه خيار البقاء نهائياً خارج الأمة والإبتعاد عنها وعن مشاكلها، أي إلغائه الإختياري لذاته السورية القومية الإجتماعية التي هي ضمن تاريخه العميق والدفين في ذاكرته الفردية والجماعية.
فلا هو ولا أولاده يرجعون للعيش في الوطن وبذلك لا يغنون الأمة بما كسبوه في الخارج من معرفة وتنوع وعلم. القومي الإجتماعي المغترب لم يتخلى عن ثقافته وحضارته ليصبح ما بين حضارتين وثقافتين، لكن ذريته في المهجر أصبحت من ضمن الغرباء عن أمتهم السورية من خلال عدم التقائهم بها وقبولهم بثقافة وحضارة أخرى دون تسائلات. حتى طريقة الإتصال التي هي اللغة العربية باتت مفقودة عند أولاد المغترب وعدم معرفتهم التكلم بها يكّون عائقاً للتواصل مع الجيل القديم، وكذلك عائقاً لفهم التراث المجتمعي والتاريخي والحضاري للأمة السورية.
وبالرغم من نجاحاته المادية ومركزه الوظيفي والإجتماعي الذي وصل إليه في المهجر، وبالرغم من حضوره للإجتماعات الدورية والمناسبات الحزبية والإجتماعية في المغترب، يصبح هذا الرفيق إنساناً مبتوراً من داخله من خلال إبتعاده العملي عن الأمة وعن تفعيل عقيدة سعاده النهضوية الذي إختارها طوعاً في يوم من الأيام والتي ما إن تفعل فعلتها في النفوس نراها هي النواة المنيرة لحياة معتنقها.
ومع هذا الإختيار القاسي والصعب بالشرخ عن الأمة تبقى العقيدة السورية القومية الإجتماعية حية في النفوس وكذلك الشوق إلى الوطن والقلق على مصير الأمة يكون هاجس المغترب في المحطات المصيرية. لكن بدون نتيجة لحاملها. وبدون نتيجة للمجتمع السوري. وبدون نتيجة للأمة السورية التامة. مجرد حلم وفكر لم يعد حقيقة وجودية يتفاعل معها المرء في مراحل حياته كافة.
ويزيد الطين بلة أن المؤسسة الحزبية لم تع حتى الآن أن المشكلة الأساس هي أن القومي في الخارج لم يعد يجد طموحاته في المؤسسة الحزبية ولا وجوده فيها. ما الذي جعلها تبتعد عنه بقدر إبتعاده هو عن أرض الأمة، وذلك بالرغم من الإتصالات والبيانات والتعاميم التي تُرسل إليه والإجتماعات النظامية والزيارات من قبل الرسميين؟ لماذا وصل به الأمر إلى حد الشعور بعدم انتمائه للمؤسسة الحزبية بالرغم من تعلقه الدائم بالعقيدة التي وضعها الزعيم؟
يمكن بدء الرد على هذه الأسئلة على النحو التالي:
1- لا مشاركة له في الأداء ولا في القرار الحزبيين( بالرغم من إنتخابات المجلس القومي الأخيرة) بالرغم من الاجتماعات و اللقاءات مع القوميين الآخرين.
2- لا وجود لشيء اسمه محاسبة للمسؤولين على الإداء وإذا تواجد وكتبت مراسلات إلى المركز لا يوجد رد ومتابعة للمواضيع بشكل جدي وعلمي.
3- لا متابعة من قبل المؤسسة الحزبية للرفقاء ولا تحمل لمسؤولياتها نحوهم وتحميلهم مسؤولياتهم تجاهها، إن كان في المغتربات أم في الوطن.
4- بفعل تواجده في بلدة ما في المغترب يشعر المهاجر ان مشاركته في القرار بما يتعلق الأمور المعيشية التابعة للمتحد الجغرافي الذي هو متواجد عليه يعطيه قيمة أكبر كإنسان فاعل بين المجموعة الذي يعيش معها. فمثلاً يهتم لبناء حديقة عامة و لشق طريق ولموضوع بيئي او دراسي او ثقافي بحكم ان مردود المشاريع هذه سيرتد إيجاباً على نوعية الحياة الذي يعيشها.لذا فإن إفتقاد المركز الحزبي لمشاريع وخطط إنمائية يشارك القومي المقيم في الوطن والقومي المهاجر فيها في دراسة جدواها الإقتصادية والإجتماعية والسياسية ووضعها وصياغتها وتأمين مستلزماتها من عناصر بشرية متخصصة وموارد مادية وخبرات ومعارف هو عامل آخر مهم في إبتعاد القومي المهاجر ( والمقيم) عن شعوره أنه جزء من الحزب. لذا نسمعه يردد بمرارة أنه يجد نفسه مجرد عدد يُزاد على الأعداد دون أن تُسنح له الفرصة لتأدية قسمه فعلياً وإنتاجياً على أرض الواقع في الأمة السورية المقسمة والعديدة الإحتلالات.
5ـ بعد مرحلة التنظير والمناقشات السياسية وتعريف المواطنين والأقرباء والأجانب و حتى الأعداء على ماهية الحزب وعقيدة أنطون سعاده النهضوية مع التذكير بالبطولات السابقة والتضحيات والعمليات الإستشهادية والمواقف المشرفة من عدم طائفية ومناقبية وأخلاقية عالية، يصل القومي المغترب المتكلم والمنّظر إلى نقطة يُسأل فيها السؤال المحرج: " والآن ما الذي يعمله حزبكم؟ أين موقعكم من كل ما يجري من ويلات على كيانات الأمة؟ أين مواقفكم الشجاعة والمتصدية للطروحات السياسية المعادية لعقيدتكم وللأوضاع الإجتماعية المتردية في أغلب الكيانات ؟ أينكم أنتم بكل ما يجري حالياً ؟ لماذا تخليتم عن ساحة الصراع؟..."
6ـ زيادة نرى أن نظرة القومي المقيم في الأمة وإفتخاره على انه هو المناضل الحقيقي وحامل أعلام النهضة لعدم تركه أرض الوطن والهجرة تؤجج عدم تعرف القومي المهاجر على إنتمائه إلى المؤسسة الحزبية، بالرغم أنه على إتصال دائم برفقائه المقيمين. وأمّا عن الشائعات والأحقاد المحصورة بأشخاص بسبب مصالحهم الشخصية الضيقة، فإنها من أول الأخبار التي تصل للمهاجر القومي ولا ينتج رداً عليها من المؤسسة الحزبية للتكذيب أو للتوضيح فتتفاقم المشكلة.
7ـ لا ننسى أيضاً الوقع السلبي في النفوس للمشاريع الإنتاجية الخاسرة للحزب والتي كانت من أساسها ممولة من مال القوميين المغتربين، ولا طريقة التعاطي ما بين المركز والمغتربين على أنهم كيس مال يُفتح عند الطلب فقط.
8ـ من الناحية الإعلامية، فإن ضعف الإعلام الحزبي والتركيز على عدم التعاون مع المؤسسات الإعلامية التي تجمع بين نظرتين مختلفتين وقطع باب الحوار من أجل إيجاد حلول لمشاكل مطروحة وتفويت الفرص لإظهار صورة للحزب تعبر عن نضالاته و تضحيات الرفقاء فيه ، كل ذلك يسبب ضيق عند المهاجر القومي الذي تعوّد في بلدان الإغتراب( أغلبيتها) على إنفتاح أكثر وتبادل للآراء في وسائل الإعلام.

ما هي الحلول أو إقتراحات الحلول؟

(1) إنشاء جامعة سورية قومية إجتماعية يُمكن تسميتها "الجامعة الحضارية " أو غيره.

يوجد عدد كبير من الرفيقات والرفقاء ذوي إختصاصات جامعية مهمة لديهم مراكز في الجامعات العامة والخاصة في كيانات الأمة يقومون بالتدريس ولا يستطيعون بحكم ضعف الحزب على الساحة من التكلم عن مبادئهم بشكل علني خوفاً من طردهم من وظيفتهم وملاحقتهم في الكيانات وأغلبيتها ذات حكم قمعي إستبدادي تمنع المواطنين فيها من حرية التعبير عن رأيهم وإنتمائهم العقائدي المختلف عن عقيدة الحاكم في السلطة. وأقترح هذه الجامعة في الكيان اللبناني بحكم قدوم عدة طلاب من باقي الكيانات طلباً للعلم في جامعاته من أميركية وغيرها . وكما يُدفع للأساتذة القوميين في بقية الجامعات معاشاً يناسب خبرتهم وشهاداتهم، يمكن دفع المبلغ ذاته في الجامعة السورية القومية الإجتماعية، ولا تبرير بعدم وجود المال بحكم أنه لا توجد جامعة على علمي أغلقت أبوابها بسبب الإفلاس. وبرأي أن الرفقاء المقيمين والمقاطعين العمل الحزبي الذين يشكلون بأكثريتهم النخبة المثقفة من القوميين سيبدون إستعدادهم للمشاركة في هكذا مشروع متى كانت خطة وضعه واضحة وشفافة ونظامية وعمل واعي لمصلحة الأمة السورية وميزانية مادية دقيقة.وكذلك المهاجرين من القوميين المستعدون لإرسال المال متى كان مشروعاً حزبياً جيد ومنتج على جميع الأصعدة.

(2) مع التقنيات الحديثة من إنترنت ونقل ملفات ووسائل بريدية متطورة يستطيع الطالب أن يحصل على المعلومات المطلوبة دون ضرورة تواجده في الخارج. لكن ذلك يتطلب أيضاً شبكة إتصالات ومتابعة مع المديريات في المهجر.

(3) دور الحزب السوري القومي الإجتماعي الطبيعي بنظر كل معتنق للعقيدة النهضوية هو في إرساء مشاريع تنموية وتطبيق خطط للمناطق من أجل تحسين الوضع الإجتماعي والمعيشي للمواطنين ومنهم للقوميين الإجتماعيين، نذكر منها: شق طريق أو تعبيده او إعادة تأهيله ـ إنشاء مركز صحي أو مستوصف أو مستشفى وتأمين أدوية وعناية طبية ولو ضمن فترات قليلة كبداية ـ مدرسة أو مركز تأهيل مهني أو علمي و تأمين لوازم دراسية للطلاب ـ تنظيف البيئة المحيطة بالمتحد والتوعية على المحافظة على البيئة والثروة الطبيعيةـ مراكز لمياه الشفة ـ حملات توعية على مواضيع مختلفة إلخ واللائحة طويلة، وهذه الخطط يجب أن تؤدى تحت إسم الحزب صراحة وعلنية( المؤسسات البديلة ولو أنها نجحت في بعض المناطق إلاّ أنها لم تدخل عناصر جديدة إلى المؤسسة الحزبية ) أو بالمشاركة والتعاون مع جمعيات أهلية صديقة ومؤسسات حكومية متواجدة في كل منطقة وكيان.

(4) متى يكون العمل الحزبي واضحاً ونظامياً ومن صلب عقيدة النهضة ويكون الآداء جيد من تطبيق الأحكام الداخلية والنظامية والحكمية ردعاً ورداً على الخروقات المادية والمعنوية من قبل الرفقاء تجاه بقية الرفقاء أو تجاه المواطنين، تزداد مصداقية المؤسسة الحزبية وبذلك تعاد الثقة المقطوعة ما بين المركز والرفقاء، ينتج عن ذلك إقدام الرفقاء على التفكير جدياً بوضع مشاريع مادية وإنتاجية لخدمة المجتمع والحزب معاً، يؤمنون من خلالها عمل ومورد رزق للقوميين الإجتماعيين.

لا يعني ذلك أنه لا توجد هكذا مؤسسات حالياً، لكنها قائمة على المجهود والعمل الفردي وليس الجماعي بين القوميين بحكم الأنانية الشخصية لبعضهم وسوء النية وفقدان الأمانة في التعامل الرفاقي والمادي عند البعض الآخر الذين تجرأوا على إختلاسات وسرقات لم يتحاسبوا عليها حتى الآن. ولا يقوم أصحاب هذه المصالح الناجحة إلاّ نادراً بإعطاء فرص عمل للقوميين الإجتماعيين، ولو كانت المؤسسة الحزبية فاعلة حالياً بأقصى فعاليتها التي هي مطلوبة منها لأنها من مهماتها الأساسية إدارة شؤون القوميين، لكان الوضع مختلفاً.

(5) مشكلة الرفيقات والرفقاء السوريين القوميين الإجتماعيين غير المتزوجين هي مشكلة لم تُدرس برأيي بشكل جدّي في المؤسسة الحزبية لكي يُصار إلى إيجاد حلول لها. أما إختيارهم للزواج من غير قوميين أو من أجانب فهذا برأيي إختيار من خصوصية كل إنسان وظروفه، لكن عدم متابعة المؤسسة الحزبية( بالتعاون والمشورة معه، أكيد) للعائلة هذه الذي كوّنها يجعل الموضوع تصادمي أحياناً(مشاركة الأولاد في حضور حلقات إذاعية عقائدية وفي مخيمات للأشبال ـ تواجد الزوجين معاً في النشاطات الرسمية ـ الخ) أو يقود إلى اللامبالاة والتخلي عن المواقف الداعمة للحزب تدريجياً توصله إلى التخلي عن العمل الحزبي ككل. ف ا ن

إن تغيير الواقع المرير هذا يصير من خلال تكاتف جهود الطرفين، المؤسسة الحزبية والمهاجر السوري القومي الإجتماعي، بمساعدة القومي المقيم في الأمة. فهل من يقرأ ويسمع ويجيب؟ ...

2004/09/25

المرأة في العقيدة السورية القومية الإجتماعية

قبل البدء بشرح موقع ودور المرأة في عقيدة الحزب السوري القومي الإجتماعي، أرى من المستحسن تحديد معنى المصطلحات المستعملة بخصوص المرأة وقضاياها، ومنها الأكتر تعقيدا،ً التمييز ضد المرأة.
التمييز ضد المرأة يقوم على أدوارها في المجتمع، التي هي : الدور الإنجابي، الدور الإنتاجي ، الدور المجتمعي والدور السياسي.
دور المرأة الإنجابي/البيولوجي هو دور ثابت وأساسي على الناحية السكانية، البيئية وإحتياجات المجتمع، وهو دور غير قابل للتغيير.
أما الأدوار الأخرى، أي الدور الإنتاجي، الدور المجتمعي والدور السياسي، فهي متغيرة وفقاً للتغيرات الإجتماعية والإقتصادية والثقافية والدينية والسياسية التي تؤثر على المرأة وبذلك على المجتمع.
في مجتمعنا الحالي، المرأة هي قوة عمل فاعلة في أغلبية المراكز ومصادر الإنتاج، لكنها ليست هي التي تأخذ القرار إذ يتم تهميش دورها، ولا تُهيء من قبل المجتمع على دور إنتاجي بل يتم حصر دورها بالدور الإنجابي.
النوع الإجتماعي أو الجندر هو مصطلح يطلق على العلاقات والأدوار الإجتماعية والقيم التي يحددها المجتمع للجنسين(الرجال والنساء)، وتتغير هذه الأدوار والعلاقات والقيم وفقاً لتغير المكان والزمان وذلك لتداخلها وتشابكها مع العلاقات الإجتماعية الأخرى مثل الدين والطائفة، الطبقة الإجتماعية، العرق،الجنس، الخ. وبالرغم من أن هذه العلاقات متغيرة في مؤسسات المجتمع المختلفة إلاّ أن جميع هذه المؤسسات تقاوم التغيير.

والنوع الإجتماعي كمفهوم هو عملية دراسة العلاقات المتداخلة بين الرجل والمرأة في المجتمع، تحدد هذه العلاقات وتحكمها عوامل مختلفة إقتصادية وإجتماعية وثقافية وسياسية وبيئية عن طريق تأثيرها على قيمة العمل في الأدوار الإنجابية والإنتاجية والتنظيمية التي يقوم بها الرجل والمرأة معاً ( وحدة مفهوم الجندر ـ اليونيفام 2000).

ويقوم الجندر بدراسة هذه العلاقة بين الرجل والمرأة ويود ردم الفجوة ما بينهما وله علاقة بالتنمية التي هي توفير الآليات والأساليب والوسائل للفرد للحصول على فرص متساوية.

عندما نتكلم عن المساواة ما بين الرجل والمرأة، نريد تحقيق إدماج منظور تنموي يراعي الفروق بين الجنسين في التشريعات والسياسات العامة والبرامج والمشاريع من أجل زيادة قدرة المرأة في صنع القرار السياسي والإقتصادي . لذلك علينا قبل كل شيء تعريف الخطأ من الصواب، تحديد عناصر التغيير والتخطيط على جميع المستويات، فالتغيير ليس عفوي، بل يتطلب بناء إنساناً جديداً بعقلية جديدة.

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: هل ما نريده هو تطبيق نظرية الجندر المعمول بها في غير بلدنا والتي وُضعت حسب معايير غربية بعيدة عن واقعنا الإجتماعي وتاريخنا؟ ألن يزيد المشكلة تعقيداً كونه جسم غريب علينا؟ أم أنه توجد عقيدة فلسفية درست واقع المجتمع وأعطت حلولاً لبناء الإنسان الجديد الذي يعمل للحق والخير والجمال؟

هذا الإنسان الجديد الذي هو العامل الأولوي الأساس لنهضة المجتمع الحقيقية قامت ببنائه عقائدياً وعمليا العقيدة السورية القومية الإجتماعية التي وضعها أنطون سعاده، ويجسّد حقيقة وجوده على أرض الواقع السوريون القوميون الإجتماعيون، وذلك في مختلف ميادين الحياة.
إعتبر أنطون سعاده المرأة نصف المجتمع، وأكدّ على ضرورة مشاركتها الفعّالة في أخذ القرارات، كما دافع عن قضاياها ( قضية الأديبة مي زيادة) وكان بذلك السبّاق في إرساء نظرية المساواة بين الجنسين.

منذ تأسيسه في 16 تشرين الثاني 1932، قام الحزب السوري القومي الإجتماعي، الذي هو الأمّة السورية المصغرة، وغايته "بعث نهضة قومية اجتماعية تكفل تحقيق مبادئه وتعيد إلى الأمة السورية حيويتها وقوتها. وتنظيم حركة تؤدي إلى استقلال الأمة السورية استقلالا تاما وتثبيت سيادتها وإقامة نظام جديد يؤمن مصالحها ويرفع مستوى حياتها والسعي لإنشاء جبهة عربية " بتطبيق المساواة بين المرأة والرجل، وإعتبر أنهما أي المرأة والرجل هما عنصران متفاعلان ومتكاملان داخل المجتمع السوري.

تقوم العقيدة السورية الإجتماعية بإلغاء جميع أنواع التمييز العنصري او الجنسي او الطائفي أو العرقي، وتحرر الإنسان في مجتمعنا من تعقيدات الماضي والذي يسميها سعاده" الأمراض الإجتماعية "، وتحرر الرجل من عقدة التفوق على المرأة التي كانت سائدة في المجتمع الشرقي، فلا تفوق لجنس على آخر إلاّ من خلال كفاءته وعمله وما يقدمه لوطنه.

المرأة هي جزء من حركة المجتمع التغييرية، ويعتبرها الحزب السوري القومي الإجتماعي عنصر ووسيلة أساسية للتنمية والنمو، إذ أن العقيدة تقول بالتوازن ما بين أفراد المجتمع الواحد، والتفاعل ما بين الأفراد، فتجعل من الفرد مشاركاً، منتجاً، مستدام التنمية ومتمكن، متفاعل مع غيره ومع مجتمعه ومع أرضه، وهذا التفاعل يكون أفقياً وعامودياً.
إذا إطلعنا على كتابات أنطون سعاده الفلسفية، الإجتماعية، السياسية والأدبية المستندة إلى علم الإجتماع والعلوم الأخرى (1)، وعلى مواد دستور الحزب السوري القومي الإجتماعي الثمانية الأساسية والخمسة الإضافية والقوانين الدستورية والنظام الداخلي، وكذلك على تاريخ الآداء النضالي العملاني لأعضاء الحزب، لا نلحظ أي نوع من التفرقة بين الرجل والمرأة، ولا يوجد أي قول من الأقوال خاص بالمرأة يقوم بتمييزها عن الرجل، بل على العكس.
فالمرآة في الحزب السوري القومي الإجتماعي مواطنة مثل أي مواطن آخر، ما من حقها هو من حق الرجل وما من واجبها هو من واجب الرجل. لها حق في إبداء الرأي، والمشاركة في أخذ القرارات السياسية والإدارية،والمادة الثامنة من الدستور صريحة بذلك(2)، ولها تكافؤ الفرص في الحصول على المراكز القيادية وفي العملية الإنتخابية للترشح وللترشيح لإنتخاب قادة الحزب ورئيسه، يتم تعيينها في مراكز ادارية وتكليفها لمهمات بناءً على مؤهلاتها الثقافية والعلمية والعملية النضالية. مثال على ذلك، نرى الرفيقة السورية القومية الإجتماعية تصبح أمينة، أي يحق لها إنتخاب رئيس الحزب، ولما لا أن تُنتخب لتصبح رئيسة للحزب إذا تواجدت فيها الكفاءة اللازمة. ومن الرفيقات مَن أصبحن عميدة في إحدى العمدة، منفذة في منفذية بيروت، مديرة مديرية، الخ..

أما مشاركة الرفيقة في العمل النضالي والعسكري، فقافلة الإستشهاديات والشهيدات من الحزب السوري القومي الإجتماعي أمثال سناء محيدلي وغيرها الكثيرات هي خير دليل على ذلك.

أما بالنسبة لتكافؤ الفرص الإنتاجية، فلا تفرقة بين تأسيس المرأة عقائدياً أو عسكرياً مع الرجل إن كان ذلك من خلال الحلقات الإذاعية العقائدية الفكرية أو التدريبات العسكرية والمشاركة العملانية.

من الملاحظ أن المرأة التي إعتنقت مبادىء النهضة السورية القومية الإجتماعية تسعى غالباً الى التحصيل العلمي المتقدم والتفوق في دراساتها والى المشاركة في الإنتاج الأدبي والفكري والثقافي في المتحدات وعلى كافة التراب السوري، كما أن مشاركتها في العمل الإجتماعي وفي الجمعيات الأهلية لافتة للنظر ومبينة على مدى فعل عقيدة النهضة في نفوس أبنائها.

وبحكم إلغاء جميع أنواع الطائفية والتفرقة الدينية ، نرى حولنا عائلات سورية قومية إجتماعية يكون فيها الأبوين من طائفة ودين مختلفين، يحترم كل واحد منهما المعنقدات الدينية للآخر. "إن من المزايا الثقافية الأساسية في بلادنا أننا لا نهتم كثيراً بمشاعر المرأة ولا بشعور الحب لديها، مع أن هذا الشعور هو حق مبدأي لها." ( د.فرنسوا إبراهيم نعمة)
أما المادة التاسعة من الدستور(3)، فهي واضحة بالنسبة لمساواة المرأة والرجل، ونلحظ في قَسَم الإنتماء فيها العبارة التالية: "وأن أتخذ مبادئه القومية الإجتماعية إيماناً لي ولعائلتي وشعاراً لبيتي" التي تؤكد أن المشاركة والتكامل مطلوبين من العضوين الأساسيين في العائلة، الأب والأم، فالأسرة كمتحد مصغر هي خزان القيم للمجتمع التي تنقلها إلى الأفراد.

ويؤكد سعاده على دور التربية القومية المبنية على الثقة بالنفس بهدف شدّ العصبية القومية وبناء ثقة بمستقبل البلاد ونهضة حقيقية من أجل الحق والخير والجمال للمجتمع.(4)

تأكيداً على أهدافه، وعلى صعيد الكيان اللبناني، قدّم الحزب السوري القومي الإجتماعي مشروع قانون الزواج المدني الإختياري إلى مجلس النواب اللبناني لإقراره( لكن الطغمة الطائفية التي ستخسر نفوذها لو أُقرّ حاربته)، وطالب بتوحيد قوانين الأحوال الشخصية في البلاد بحيث أن القوانين تشمل جميع المواطنين، ودعم كل مشروع قانون يلغي التمييز ضد المرأة ( الضمان الإجتماعي، مشروع الإنتخاب). أمّا في الكيان الشامي، نجد أن رفيقات رشحهن الحزب لتبؤ مركز نائب في مجلس الشعب قد تمّ إنتخابهن وأثبتن جدارتهن في العمل السياسي والإجتماعي.

خلاصة، نرى أن العقيدة السورية القومية الإجتماعية أثبتت أن المرأة في المجتمع قادرة على :
· المشاركة في صنع القرار وفي ممارسة حقوقها والقيام بمسؤولياتها في تخطيط السياسات في الحياة الوطنية /القومية ورسمها
· المشاركة في جميع مستويات الحياة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والعسكرية
· تعديل وتطوير وحتى تغيير أدوارها في المجتمع من إمرأة ـ أنثى ـ أم ـ مربية ـ ربة منزل إلى إمرأة ـ رفيقة ـ قيادية ـ مقاتلة ـ مربية أجيال ـ مبدعة ، مشاركة الرجل في القرارات المصيرية الهامة
· تغيير نظرة المجتمع تجاهها، فأصبح المجتمع يعتبر المرأة إنساناً كامل الأهلية والقدرة، كائن بنفسه لا بغيره، متفاعل مع غيره في بناء مجتمع متوازن ومتطور
· أخذ الأهداف والوسائل لجعلها متساوية الحقوق والواجبات مع الرجل، من خلال إعادة التوازن إلى العلاقات بين الذكور والإناث، داخل الأسرة وفي المجتمع
· أخذ حقوقها : قوانين الحزب ونظامه الداخلي بما يتعلق بالعمل والأحكام
· أن يكون تحفيزها صلباً بإتجاه موضوع وحدة المجتمع والأرض والأمّة

ختاماً، أود التأكيد على قدرة الإنسان ذكراً كان أم أنثى على تحويل ما هو مرسوم مفروض إلى حرية الإختيار والإختيار بحد ذاته.( ف.ا.ن)


هوامش ومصادر


(1) نذكر من كتابات أنطون سعاده: الآثار الكاملة ـ المحاضرات العشر ـ نشوء الأمم ـ الإسلام في رسالتيه ـ الصراع الفكري في الأدب السوري ـ فاجعة حب ـ رسائل إلى ضياء ـ رسائل حب ـ الخ، دون نسيان مقالاته ودراساته المتنوعة في عدة صحف ومجلات في الوطن والمهجر

(2) المادة الثامنة من دستور الحزب السوري القومي الإجتماعي:

" لكل عضو في الحزب السوري القومي الإجتماعي حق إبداء الرأي في الإجتماعات النظامية العامة والخاصة، في كل ما يتعلق بغرض الإجتماع وحين يباح الكلام، وله حق إبداء الرأي لأي مرجع أعلى في كل ما يتعلق بشؤون الحزب الإدارية، بشرط أن يأتي إبداء الرأي رسمياً بواسطة التسلسل، وله حق إبداء الرأي في خطط الحزب السياسية والإقتصادية للمراجع والهيئات المختصة رأساً، وله حق الإتصال كتابة أو شخصياً، بالمراجع العليا حتى المجلس الأعلى."
(3) المادة التاسعة من دستور الحزب السوري القومي الإجتماعي:

" كل سوري ذكراً كان أم أنثى، يحق له دخول الحزب السوري القومي الإجتماعي على أن تتوفر فيه الشروط الآتية:

· أن يكون قد بلغ السادسة عشرة من عمره

· أن لا يكون قد تجاوز الأربعين من عمره، إلا بإذن خاص

· أن لا يكون مجرماً ضد المجتمع أو ضد الأمّة

· أن يدين بالقومية السورية الإجتماعية، ويعتنق مبادىء الحزب السوري القومي الإجتماعي ونظامه
· أن يكون مستعداً لأداء القسم الآتي والتقيد به:" أنا.. أقسم بشرفي وحقيقتي ومعتقدي على أنني أنتمي إلى الحزب السوري القومي الإجتماعي بكل إخلاص وعزيمة صادقة، وأن أتخذ مبادئه القومية الإجتماعية إيماناً لي ولعائلتي وشعاراً لبيتي، وأن أحتفظ بأسراره فلا أبوح بها لا بالقول ولا بالكتابة ولا بالرسم ولا بالحفر ولا بأية طريقة أو وسيلة أخرى ، لا تطوعا ولا تحت أي نوع من أنواع الضغط، وأن أحفظ قوانينه ونظاماته، واخضع لها ، وان أحترم قراراته وأطيعها وأن أنفذ جميع ما يعهد به إلي بكل أمانة ودقة ، وأن أسهر على مصلحته مقتدياً بمنشئه الزعيم، وأن أؤيد مؤسساته الدستورية وسلطاتها،وأن لا أخون الحزب، ولا أي فرع من فروعه، ولا أفراده، ولا واحدا منهم، وان أقدم كل مساعدة أتمكن منها إلى أي عضو عامل من أعضاء الحزب متى كان محتاجا إليها ، وان افعل واجباتي نحو الحزب بالضبط . على كل هذا أقسم أنا …"

(4) انطون سعاده ـ من محاضرة " المبادىء الدينية والتربية القومية" ألقيت في جمعية العروة الوثقى ـ الجامعة الأميركية 1932:

".. إذ بنا يبلغ من ضعف تربيتنا القومية وإهمالنا أمرها، أن تنشأ بيننا اعتقادات غريبة كالإعتقاد بأن الضعف مقدرة. نأخذ مثلاً القول الشائع بأن للسوريين مقدرة عظيمة على تقليد الشعوب الأخرى، ومجاراتها في أساليبها وطرق تفكيرها، تقليداً ومجاراة لم يكونا لغيرهم من الأمم. أقول، إن هذه المقدرة، الدالة على بعض مزايا الفهم الحسنة، هي الضعف بعينه، فهي دليل بيّن على عدم وجود تربية قومية سورية تحمل الشعب على الإحتفاظ بنفسية وعقلية سوريتين صحيحتين. فالسوري للأسف، أينما وجد اليوم، يتبع غيره، فهو في الجامعة الأميركية، مثلاً، يقلد الأميركان، وفي المدارس الفرنسية يقلد الفرنسيين. وقلّ أن ترى سورياً يسير على طريق خاصة به، وهذا عيب من أكبر عيوبنا القومية. لقد آن الأوان للضرب بمثل الاعتقاد المتقدم عرض الحائط، وأن ننشئ لأنفسنا تربية قومية مؤسسة على المبادئ الشعبية الصحيحة التي تقوي فينا روح احترام النفس والثقة بالنفس، وأن نوجد لأمتنا مركزاً محترماً بين الأمم القريبة والبعيدة ، وأن نحقق نحن بأنفسنا مطلبنا الأعلى الذي نفتخر بأنه يمثل مزايانا الخاصة بكل ما فيها من الروح السليمة والمدارك العقلية العالية ، ونجعله منارنا الخاص الذي يهدينا إلى ما فيه فائدتنا وفائدة البشرية جمعاء .إن في الحياة السورية مثلاً أعلى هو العمل للخير العام في ظل السلام والحرية . وإن تحقيق هذا المثل واجب مقدس يدعو كل واحد إلى القيام بنصيبه منه. فلنجمع قلوبنا حول مطلبنا الأعلى، وحذار من الإلتفات إلى الوراء.الأمة التي تنظر دائماً وأبداً إلى الوراء لا تستطيع السير إلى الأمام ، وإذا هي سارت فإنها تتعثر . فلننظر دائماً إلى مثلنا الأعلى .. إلى الأمام "

2004/09/19

أبحث عن أسمائي


أبحث عن أسمائي

وعن إسمك

بين القصص البالية

والأغاني المحزنة...

الصمت يحيط الساعات

ولا يعرف لغة الإنتظار

لقد سرقت منك كلمتك

فصدمت الحيطان المتينة

ولم أحطم قصاص سكوتك..

2004/08/18

شجرة للريح

فتحتَ لي الأغصان والجذوع

تفضلي، دعيتني ضاحكاً

إدخلي وكر الباشق البطل..

أوراقك أوقفتني من المضي طيراناً

سدّت لي سُبُل الأنهار المتدفقة

وأنا الريح الجنونية

أجتاز ما وراء المسافة والأوقات

ما وراء الكلمة والحروف الضائعة

أبحث عن فتات .. مجرد بقايا..

عن أرض تضمني عطاءً،

عن عاطفة قبلٍ تلهبني شوقاً،

عن سكون محبة تعشقني كاملةَ..

إلى متى أئن، أهوج، أصرخ

دائرة على صمت نفسي

هائمة على أوجهي

لأبحث بين ركام الأشخاص

واللقاءات المفرّغة

من الصور الممزقة

عن عينيك، انت

عن يديك، أنت

عن رائحتك، أنت

ياغريب، مَن أنت

خليلي، الآخر

لكي نهوي معاً

في أعماق ديار الممنوعات

في دوائر تنشد بدون ملل

كُلك أنا...كُلي أنت..

لكنني أعيد الهرب من ألم ذاتي

أختبىء مع جراحاتي العديدة

فوق غيوم الشغف البعيد

داخل حصون التعب الممل..

إن أمطرت العينين دمعاً أسوداً

لتروي بها قحال الفراغ

والقصص الغريبة عن الآخرين

سأعود كرياح الجنون

وأطرق الأبواب الموصدة

لعلها ترسم لي نافذة

أصل بها الى قلب الشمس...

2004/07/24

أحببتني..

أحببتني

فحررتني..من نفسي

لأعود إلى قيدك طائعة..

إنتظرتني، هناك،

على شرفة الجبل

فأتيت إليك..بكُليتي

وقد زرعت وردة مفاجأة

عبق محبتك على صدري

وطفل أحلامك في أحشائي..

عشقي..ملّكتك اياه.. لك

وأحزاني...وقصصي الماضية..

والسمر في ضوء القمر

وضحكة الصباحات الحارة..

أضمّ رأسك الرائع نحوي

أقبل روحك،

ألملّم دمعتك، عيوني..

لم نلتقي في الأمس

ولن نلتقي في الغد

فتحت أرض ماء العطاء

لقاء لنا، في كل لحظة..

مع همسات أسرار لنا

كلمات منعتها الشفاه

من البوح..لا من القُبل

بعد أن دمغ إسمك جلدي

بعد أن أخذت نفسي مني..

أذهب عنك..ولا أذهب منك

عودتي إليك أبدية

وفراقي عنك لا يعرف السفر

ولا الرحيل..

لأنك أحببتني..

2004/07/08

قتلتَ الكلمات..

قتلتَ الكلمات..

فأضعتُ جهاتي الثلاث

الحزن يرفض عبور شطآن الحنان..

لامعقول، الألم من الجهة الأخرى

حصى اللقاءات، عددتها

والشجر ليس حارساً بالمرصاد

عندما ينفتح شقيّ السؤال..

كيف قتلت الكلمات!؟

نبذتها..من قواميس الذاكرة

أمواج وصالنا لها ألحاناً أخرى

لم ترددها ذاتي ..

أختبىء..أسكت..

فالسفر وراء الصور ممنوع

لي.. والصوت ينده..

تهت في أجهال جهة

من الرياح الثلاث

لأن يدك لم تمسك يدي

ولا عينيك..

غلبهما الرفض ـ الجرح

اللحظة تسرع، والمحبة تأكل نفسها

من العدم، تغوص رجوعاً إلى العدم..

أردت منك، فقط

أن تحبني، أنا

كما أنا، بدون التعقيدات

بدون الأجوبة الملغومة

بلا الخوف، بلا " الغد"

فقط، أن أُحب

كعمق البحار، كوسع الأفق

لتبتسم لي شفتاك

حنيناً، بدون الأسباب الموجبة

في أحلام نومك، في أحلام يقظتك

بدون الصراع، بدون الفراغ...

احضرت لك ثمرة العطاء

فيها كافة أنواع الشوق

مزيج لدمع الجراح

ولجرح الإنتظار

ولإنتظار اللامبالة

ولمبالات الشغف

كل الأمل، قدمته لكَ،

فرفضت الكلمات

وقتلتها...

2004/06/28

إمتطى الحنين المسافات

إمتطى الحنين المسافات

معه غضب ناري..وموتي البطيء

حجارة طريقك لم تحفظ صدى لهفتي...

دخلت أعماق الكلمات التي تغني

في ليلة السمر الطويلة ـ القصيرة جداً

أبحث عن ذراعيك تضمّ ذاتي

لم تنفتح أسراري بعد..

عندما لمست شفتاي يدك

لم أتعرف عليك سيدي بعد..

فتشت مسامر جلدي عن رائحتك

عن الشبح رفيق دمعي عندك

لم أجد شيئاً بعد..

متى كانت البداية بيننا

وقد حسمتها النهاية عند بدء التاريخ

الأرقام لا تتشابه،

ولا الأسماء،ولا الأصوات

كما لو أن الحب لا يُصليّ

طارت خطوط أصابعي على إستراحة هضابك

لم تحفظ حتى صباحات السكون

بعد الشوق الجامح..

كيف العودة إليك

مع كل حزني، مع كل النسيان

مع فتافيت الأوقات اللاهية

ولم تترك بصماتك عليّ بعد...

2004/06/12

نفط أمتنا والعالم العربي ..عبر مصالح الغرب

لم يعد يخفى على أحد أن السياسة الخارجية الأميركية في أمتنا والعالم العربي ترتكز على حماية مصالح أميركا الحيوية والاقتصادية، والنفط هو العنصر الأساسي لهذه السياسة . منذ سنة 1949، نبّه الزعيم سعاده الى أهمية هذا الموضوع وأكّد على مدى تأثيره على مجرى الأحداث .
هل هذه الثروة الطبيعية هي من أجل اثراء أميركا والدول الغربية ، على حساب كرامتنا وعزّتنا ؟ هل التاريخ يعيد نفسه ونحن نتفرج ؟ لنلقي نظرة الى الوراء لعلنا نستذكر ونتعلّم !
- 1916 معاهدة سايكس- بيكو السرّية بين بريطانيا وفرنسا: فيها تمّ الاعتراف بأهمية غنى الشرق الاوسط بالنفط والاتفاق على تقسيم الامبراطورية العثمانية الى مجموعة كيانات يحكمها كلاّ الطرفين موقّعي المعاهدة.
- 1920 معاهدة سان ريمو: ذكر فيها الاهمية البارزة لعامل النفط على الاقتصاد الاوروبي.
- 1921 فضح الاتحاد السوفياتي لمعاهدة سايكس-بيكو (ربما لأن لا حصة لهم فيها!)
- 1928 اتفاقية الخط الأحمر: فيها تفاصيل تقسيم الثروة النفطية الموجودة في اراضي الامبراطورية العثمانية السابقة ما بين المستعمرّين البريطاني والفرنسي، وتحديد النسبة المئوية للانتاج النفطي في المستقبل وتوزيعه على الشركات النفطية البريطانية والفرنسية والاميركية.
ان الرغبة في السيطرة على النفط أنتجت خلق كيانات اصطناعية مثل" الكويت"، تقسيم الأمة الى كيانات ذات حدود مرسومة عشوائيا" وايجاد حكّام عليها يعملون من أجل المصالح الاستعمارية الامبريالية.
- 1 حزيران 1945 وقّعت بريطانيا, القوة الاستعمارية الاساسية حينذاك، اتفاقية تعاون مع الاميركيين بشأن النفط، جاء فيها:" ان سياستنا النفطية بالنسبة للمملكة المتحدة (أي بريطانيا) مبنية على الاعتراف بأهمية مصالحنا المشتركة و سيطرتنا، على الاقل في الوقت الحاضر ، علىالكمية الهائلة من الموارد النفطية في العالم.ان هذه الاتفاقية تقضي تطوير واستعمال هذه الموارد بادارة مواطنين لهذين البلدين، نظرا" للأهمية القصوى من الناحية الستراتيجية والتجارية.”
- 1947 أعلنت الحكومة البريطانية:"ان الشرق الاوسط هو مكافأة حيوية لأية قوة تريد قيادة العالم أو السيطرة عليه، اذ ان السيطرة على منابع النفط في العالم تعني أيضا" السيطرة على الاقتصاد العالمي".
- بعد الحرب العالمية الثانية(1945-1939 )،اجتاحت موجة الاستقلال أغلبية المستعمرات القديمة وانهارت اغلبية الانظمة المؤيدة للاستعمار البريطاني والفرنسي .خسرت بريطانيا وفرنسا سيطرتهما على المتطقة ودخلت الولايات المتحدة الاميركية كقوة استعمارية جديدة مهيمنة، ومن الاسباب الاساسية لذلك مساعدة اميركا لاوروبا في الحرب .
- 14 ايار 1948: اعلان دولة " اسرائيل" الصهيونية على أرض فلسطين بمباركة، اعتراف ومساعدة اميركا،دول اوروبا ، الأمم المتحدة وغيرها من الدول،،تطبيقا" لوعد بلفور سنة 1917 "بانشاء وطن قومي لليهود على فلسطين التي كانت تحت الانتداب البريطاني ".
- 1953 في وثيقة داخلية للادارة الاميركية ،عبّرت اميركا بوضوح عن اهدافها الامبريالية ،اذ جاء فيها:"ان سياسة الولايات المتحدة الاميركية هي ابقاء نفط الشرق الاوسط في يد الاميركيين."
- 15 كانون الثاني1958 وّصفت وثيقة سرية بريطانية عنوانها "السياسة المستقبلية في الخليج الفارسي" الاهداف الرئيسية للسياسة الغربية في الشرق الاوسط كما يلي:"ان المصالح الاساسية لبريطانيا ولدول غربية أخرى في الخليج الفارسي هي 1- تأمين حرية تامة لدخول بريطانيا ودول غربية أخرى الى البلدان المتاخمة امنطقة الخليج الفارسي بهدف الاستفادة من الانتاج النفطي فيها.2-تأمين استمرارية هذه الاستفادة من النفط بأحسن الشروط وزيادة المكاسب المادية من الكويت (لا ننسى ان الشركات النفطية هي مّن خلقت الكويت). 3-العمل ضدّ انتشار الشيوعية والحركات القريبة من الشيوعية في تلك المنطقة ومحاربة ظاهرة الشعور بالقومية العربية فيها.
منذ اكتشاف الثروة النفطية في الخليج العربي سنة 1930 ، قامت الحكومات الاميركية المتتالية بانشاء علاقات وثيقة جدا" ومميزة مع عدة بلدان من المنطقة، وبالأخص مع المملكة العربية السعودية، مما جعل اميركا تعلن أن"الدفاع عن المملكة العربية السعودية هو أمر حيوي كالدفاع عن الولايات المتحدة الاميركية"،ويقال أن اميركا أمّنت أكثر من 33 بليون دولار أسلحة و عتاد عسكري للسعودية.
في ايران ، تورطت وكالة الاستخبارات الاميركية بمساعدة الاستخبارات البريطانية لقلب نظام د.مصادق المنتخب ديمقراطيا" والذي كان ينوي تأميم الصناعة النفطية الايرانية، ،ووضعت على كرسي الحكم شاه ايران باهلافي الذي أيدّ ما تمليه السياسة الغربية بما في ذلك العلاقة و الدعم ل "اسرائيل".
ان الأمثلة على التدخل الغربي والاميركي المباشر أم المبّطن في سياسات المنطقة والتأثير على حياة شعب أمتنا والعالم العربي لا تحصى من كثرتها ووقاحتها، والهدف منه ابقاء السيطرة المحّكمة على الثروة النفطية من أجل " مصالحها الحيوية".
بعض البلدان تصرح انها ضد الحرب الاميركية الآتية على العراق ، لكن الاسئلة التي تطرح نفسها هي التالية : هل ستبقى فرنسا،المانيا ، اليابان، وغيرها من البلدان على الحياد او معارضة لتلك الحرب الاستعمارية الجديدة، مع العلم أن تلك البلدان أيدّت الولايات المتحدة الاميركية وحليفتها بريطانيا في حربها "عاصفة الصحراء" ضد العراق، وفي أفغانستان حيث تمّ اكتشاف كمية مهمة من النفط مؤخرا"؟
هل ممكن أن نصدّق ان تلك البلدان ستعمل ضد مصالحها والمعروف ان اقتصادها يستفيد من الودائع المالية الضخمة العائدة من حقول النفط في الشرق الاوسط والخليج العربي ؟
نجد بوضوح الجواب على هذه التساؤلات في "الخطاب المنهاجي الأول" الذي ألقاه سعاده سنة 1935 وقد جاء فيه: " ان مبدأ : سورية للسوريين والسوريون أمة تامة،آخذ في تحرير نفسيتنا من قيود الخوف وفقدان الثقة بالنفس والتسليم للارادات الخارجية."
"ليست القومية الأّ ثقة القوم بأنفسهم واعتماد الأمة على نفسها. ومن هذه الجهة نرى أن مبدأنا هذا يكسبنا الحيوية المطلوبة لجعل شخصيتنا القومية ذات مثال أعلى خاص وارادة مستقلة هي أساس كل استقلال.
"ان مبدأ عاما" سائدا" في التاريخ، هو أن مصير سورية يقرر بالمساومات الخارجية دون أن يكون للأمة السورية شأن فعلي فيه. وعلى هذا المبدأ تعتمد الدول الكبرى في مزاحمتها لبسط نفوذها علينا. وأنا أريد أن أصرح اليوم أن انشاء الحزب السوري القومي ونموه المستمر سيتكفلان بطرد مثل هذه الوساوس من رؤوس السياسيين الطامعين ".

2004/06/10

لارؤية

يحيط بي الموت المتباطىء،

لم أنده له، هو حضر لوحده،

يشدّ على رقبة وحدتي

فأشهر بوجهه أنني غير مرئية..

حتى من عينيكَ..

وأعجز عن الهواء..

تكلمتِ الأعذار، غطّت كلمات بلا معنى

صور مخيلة تتنهد...

كيف أدقّ نواقيس السفر

وانا لم أعد أرسو على شاطىء؟

ضعت بين ركام نفسي

ذكريات أصبحت سراباً

أبعد من البعد، هنا، هنالك

لامكان من اللازمان

في كهوف الألم المظلمة

وتلك الصرخة المعهودة:

أريد هذياني منكَ،

أريد شوقي منكَ،

أريد اللا شيء..منكَ

لم أعد أرى

لم أعد أسمع

نسيتُ معاني الإنتظار

تناسيتَ .. الغضب

أفرغتَني من محتواييّ، جردتني

حتى من حشمة ورقة النسيان

خطوطي ثقيلة...ثقيلة..

لا تتجمد، لا تلين

لم تعد تشعر بدفىء دمعٍ

وقد مسمرتَني في أماكني

أكلمُ الورق، أبحث عن قلم

يعيد بشحطة هدوء

تاريخ ما قبل زمانكَ.

2004/06/06

مناضلات الظل، أبناء الحياة لن ينساكن!

إلى الرفيقة هدية رفيق رافع ( 1951- 2004)

بكيتك اليوم يا رفيقتي عندما علمت برحيل روحك الطيبة نحو الباري الأحد الماضي في 30 حزيران 2004.
وبكى أولادي رحيل "التانت" هدية التي كانت أماً حنوناً لهم في المخيمات، يقولون لها" طبخك أطيب من طبخ ماما في البيت"..
وبكى الأشبال والزهرات والنسور والرفقاء رحيل الرفيقة " كادو" التي أعطت من ذاتها في مخيمات بولونيا والغرب منذ عام 1997.
كانت تستيقظ من وجه الصبح بالرغم من معاناتها من مرض القلب منذ سنتين ونصف، وتقوم بتحضير الشاي وتجهيز الفطور لأبناء الحياة المشاركين في المخيمات الحزبية الصيفية، هؤلاء الذين هم مستقبل الأمّة السورية، وتهتم بالشاردة والواردة من أجل الحفاظ على صحتهم و نموهم، فأفلحت بكل إخلاص بعملها هذا.
لن أكلمكم عن جودة الطعام التي كانت الرفيقة هدية تقدمه، ولا عن نظافته..
دعوني أكلمكم عن هذا الكمّ من المحبة والتفاني للقضية السورية القومية الإجتماعية التي كانت الرفيقة هدية تضعه مع كل وجبة طعام، وعن هذه الإبتسامة الرقيقة التي لم تفارق شفتيها عند إستقبالها وتحيتها لزائر المخيم الذي أتى للإطمئنان على أولاده، دائماً كانت روحها مرحة بالرغم من عملها المتواصل و المتعب.
أنسي شبلٌ حِرامه؟ لا بأس، الرفيقة "كادو" تأخذ من أغطيتها الخاصة لتكسيه بها من برد ليل المخيم.
هل الرفيقة رندة تعاني من وجع المعدة ولا تستطيع أكل الطعام المعتاد؟ "التانت" هدية تحضر لها كأس الشاي وفيه دواء لطفها و إعطائها من الذات لغيرها.
أخذت الرفيقة هدية هذه الروحية القومية الإجتماعية من والدها المرحوم الرفيق رفيق رافع، الذي كان من الرعيل الأول مع حضرة الزعيم، وقامت بأداء قسمها الحزبي على أتم وجه، وها ولدها الرفيق فادي العلاي يكمل المشوار بكل أمانة.
إنها من الرفيقات المناضلات في الظل، التي لن ينساهن أبناء الحياة، و أقترح تكريم الرفيقة هدية رفيق رافع حزبياً إذ هي من اللواتي يستحقن الثناء والتكريم.
البقاء للأمّة .

2004/06/03

ما علاقة علي حسن المجيد" علي الكيمائي" بالأكراد العراقيين؟

إن التاريخ هو الذي سيحكم على الأشخاص، ولكن علينا سرد الوقائع كما هي.
أطلق الأكراد على علي حسن المجيد لقب" علي الكيمائي" بسبب اصداره الأمر باستخدام الغازات السامة في الهجوم على مدينة حلبجة الكردية في العراق، مما أدى إلى مقتل آلاف الأكراد عام 1988.
علي حسن المجيد من مواليد 1944 من مدينة تكريت( على بعد 170 كم شمال بغداد)، و هي مسقط راس الرئيس العراقي السابق صدّام حسين، وهم أولاد عم. وكان أيضاً من أوائل رفاق درب الرئيس العراقي السابق ومن أوفى الأوفياء له.
عين وزيراً للداخلية، وكان يعتبر الأداة المنفذة للرئيس صدّام الذي كان يكلفه بالمهام القذرة.
في آذار 1987، عين علي حسن المجيد مسؤولاً لحزب البعث الحاكم في كردستان العراق فمارس سلطته على الشرطة والجيش والقوات غير النظامية في هذه المنطقة.
بعد ذلك بشهرين، شن الجيش العراقي حملة واسعة لاجلاء السكان من مناطق عدة في كردستان واقتيادهم قسراً مع مواشيهم إلى المناطق الواقعة على الحدود الايرانية والسعودية أي خارج مناطق الأكراد التاريخية. وشكل ذلك بداية مرحلة قاسية في كردستان العراق ازدادت قساوة على الأكراد بعد إطلاق إيران في حزيران 1987 هجومها " النصر-أربعة" ضد العراق و كان الأكراد يساندون إيران.
في 17 و 18 آذار 1988 تعرضت مدينة حلبجة الكردية التي تضم 70 ألف نسمة للقصف بواسطة الطائرات وقنابل غاز الخردل ، وقام باعطاء الأوامر علي حسن المجيد، مما أدى إلى مقتل آلاف الأشخاص بينهم نساء وأطفال، وأشارت حصيلة إيرانية إلى سقوط خمسة آلاف كردي.
استناداً إلى تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش، لقي مئة ألف كردي عراقي مصرعهم أو فقدوا خلال حملة القمع التي شنها المجيد.
ويبدو أن الأساليب التي استخدمت في حملة القمع هذه ضد الأكراد كانت السبب في استبعاد علي المجيد من مركز القيادة في كردستان العراق.
في آب 1990، عين علي حسن المجيد حاكماً للكويت بعد دخول القوات العراقية إليها، وسرعان ما قضى على جيوب المقاومة في هذا البلد.
في شباط 1991، استعاد منصبه كوزير للشؤون المحلية في العراق ، الذي كان يتولاه منذ حزيران 1989، وكانت اعمار مدن جنوب العراق التي دمرتها الحرب العراقية – الايرانية ( 1980-1988) تدخل في اطار صلاحياته.
في آذار 1991، قام بدور رئيسي في القمع الدامي لانتفاضة الشيعة في جنوب العراق.

2004/05/26

بُعد..

لا تجتاز العوائق..

لا أفهم، إشرح لي..

أوقفتَ لهفتي من الركض نحوك

بكل الحّق، لديك

بكل الأسى، لديّ..

دِعيّ شوقك ينتظر، تقول

أسبوعين..ومن بعدهما اسبوعين..

تريثي..لربما..ريثما..عسى..لعلّ..

يمر الوقت على طرقات البعاد

والألم حقيقة تصرخ..

كيف أحوالكِ، تسأل..

أنا مشتاقة إليكَ
كيف عائلتكِ، تسأل..

أنا مشتاقة إليكَ

كيف عملكِ، تسأل..

أنا مشتاقة إليكَ

مثل ترنيمة لإسطوانة منسية

في الدار الضائع بين أسماء

لوجوه ليست لي..

مثل الصلاة الخافتة

في غرفة مغلقة خلف عناق الشغف

ولمسات وصال الحنان

على كلمات سكتت

ما بين حديثينا..

المسافة..لم تجتاز المساحات

أبقيتها معلقة، تضاجع نار

وقبلات..

وقد حفرتَ جلدي..

أُمزقه، أرميه بعيداً

قدر بعدكَ عمّا بي

إشرح لي، علّمني

البُعد بلا الحزن..

2004/05/22

بس قصة

دخلت إلى المكان المُسمّى " تلّة الرادار" بين أحراش بيصور، وكما لو أنني خارج الزمن المألوف، في طريق بحثي وإكتشافي ل " بس قصة"، لا أعلم عن ما سأجده في نهاية المطاف شيئاً سوى أنها مسرح حر قام به مجموعة من الشبان والشابات على مسرح الطبيعة الخضراء.

وكما طُلب منّي، دفعت ثمن دخولي إهدائي كتاباً إخترته من مكتبتي الخاصة، على أمل أن آخذ كتاباً مختلفاً قدّمه مشاهد غيري عند نهاية المسرحية. إنها مبادرة ـ تطبيق لفكرة مشجعة وخلاّقة تحث على القراءة والتثقيف والمعرفة.

إستقبلتني أنغام رائعة لعودّين، ضوء من بين الظلام، موسيقى تنساب إلى أعماقي ثم ترتفع وتكمل سكون الليلة وتتمازج به...

إفترشت الأرض كباقي الحاضرين، حولنا ظلال الصنوبر والصخور والعشب المنتظر للخبرية، فوق رؤوسنا قبة السماء المرصعة بنجومها..

البداية مشجعة..والجو الشاعري لا ينقصه سوى خليلٌ في هذه الجلسة، وكأس نبيذ يدفىء قرصة برد هذا المساء والوحدة..

بدأت بقراءة المنشورـ المقدمة للمسرحية الذي أعطتني إياه إحدى الصبايا على مدخل الموقع:

"إنها فكرة..كأنها رحلة.

الفكرة موجودة. منذ ثلاث سنوات بدأت رحلتها.

بدأت صداقة، فأحلام لإنشاء مسرح مشبع، ورغبة في أن نعيش مغامرة حقيقية هدفها إنشاء علاقات صادقة مع الناس وتحويلها إلى إبداع.

على نجمة حفر وجه مسرح حرّ، بعيداً عن الطموح الماديّ، مرتبطاً بالحياة بحبل خلاص من الناس والى الناس.

قبل أن يحين موعد بدء رحلتنا، وضعنا على ورقة رسم لمجموعة من القرى المنتشرة على حفاف نهر شكّل الوريد الذي يتغذى منها ويغذيها. وعلى ورقة أخرى رسمنا مسيرة نهج وإلتزامات. الورقتين أصبحتا جناحين، ورحلنا.

محطاتنا كانت كثيرة، من أهمها: بيصور، رمحالا، شرتون، عين تريز، عين كسور. خلال شهر ونصف من رحلتنا إستطعنا ملء جعبتنا بلقاءات وحوارات عامرة بالأشعار والحكايات والخرافات ونوادر كثيرة تدور حول سكان وتاريخ وثقافة هذه المنطقة. وعلى طاولة أفرغنا حمولتنا وبدأنا ترتيبها.

يوم بعد يوم من البحث والتفتيش، بصبر وجهد الذي يفتش عن إكسير الحياة، أنتجنا قصة تجمع بين المعلومات التي إستسقيناها من الناس وأحاسيسنا المرتبطة بأحلامنا ومخيلتنا.

بدأنا ثلاثة. واليوم أصبحنا عشرات نعمل كخلية نحل منذ أسابيع معدودة، لتجسيد هذه الفكرة وتحويلها إلى نبض حيّ سيولد اليوم بينكم كعمل ممسرح لهذه القصة.

وها نحن الليلة مجتمعين معكم بمحبة ورغبة وفرح وشكوك، ندعوكم بمرافقتنا لإكمال الرحلة..

وبخطوات صغيرة، نتجه نحو مسرح حرّ تتضح لنا معالمه الجميلة كلما إقتربنا منه. ونشعر بعمق إنسانيته التي تجعل المستحيل ممكن.

نص، إخراج وإضاءة: ليونال ألاس

ترجمة وإشراف: حسام ملاعب ـ رضا حمدان

مساعد إدارة ممثلين: أياد وهبه

تأليف وعزف موسيقى: سمير نصر الدين ـ عماد بلاني

تمثيل : نغم وهبه ـ إنتصار ملاعب ـ صفية موسى ـ عمر ملاعب ـ هشام خداج ـ جاد المصري ـ سمير صيداوي ـ حسام ملاعب

شكر إلى لائحة من الاشخاص و المؤسسات التي ساهمت في إنجاز هذا العمل

بيصور 21ـ22ـ23 و 28ـ29ـ30 أيار 2004."

فجأة، من بين العتمة، إنبثقت أصوات ووجوه تخبرني عن القصة: هي الإنسان، المدنية والريف، ظلم الحكام والمادة، الدار، التخاذل والإستسلام للمقدور، الأرض، الإنتماء والمقاومة، البحث عن الحقيقة وعن الوجود.. هي كل شيء ...

سردت لي" بس قصة" سيرة حياتي وحياة الآخرين، أينما وُجدوا في بقاع الأرض الواسعة وفي أيّ وقت تواجدوا.

سحر ودمعة وضحك وذاكرة وتذكير..

صور وإيحاءات وإشارات ورموز تجتاح مكنونات نفسي لتعيد الأسئلة الأبدية للوعي: مَن نحن؟ ولماذا وجودنا؟ ولماذا دائرة الحياة والموت؟!... ما هو التاريخ؟ ما هو الوطن؟ ما هو الإنسان ـ المجتمع؟

آداء عميق لشخصيات الحياة، مسؤولية الكلمات الدقيقة التي تعرّيك من مظاهرك الخارجية وترسم بهدوء في ذاتك بصماتها..

قصة في مسرحية أكثر من مكتملة، سفر إلى أعماق الداخل والأجوبة..

أخرج منها كما لو أنني رجعت إلى طفولتي، مع نضارة جديدة وبداية متجددة، مؤمنة أكثر بحقيقتي..

2004/05/17

فقط..

أضفني على لوائحك، وإضحك...

بحثت عندك عن موتي البطيء

لوحدة منذ البداية

ولوحدة حتى النهاية...

قطع الشوق مساحات اللهفة الخانقة

يدندن نوتات موسيقى عشق الآخرين

يذكر ذراعيك تضمني

رقصة دوائر غريبة في مجاهل الوقت...

لا بأس من الكلمات التي لا ترحم،

ألستُ كالأرض المعطاء

تلك الصخرة التي لا تهتز،

كباقي الصخرات، كباقي النساء

كباقي قافية الأحرف الأجنبية

" دالينغ" أخرى..

فتشتُ عنك من وراء النظر

" عيوني"، مسّتني المشاعر الممنوعة

" إشتقت لكِ" منكَ هدّمتني

أتراجع، أنكمش داخل ألم العمر

أخرس، أغلق أقنية الإنتظار

وأُسكتُ الكلام...

لما لم تحسب يداك لمس خطوطي

لما لم تعدّ عيناك أزماني، منذ البدء؟

أريد مني الرحيل

بعيداً عن جرحي منك

أريد منك الرحيل

قريباً من عشقي لك..

إنني جزء من العدم

لست جزء من حياتك

إنني حق إلتغى تلقائياً

لست حق لي عليك...

أضفني على لوائحك

صوت في البعد

قبلة ووردة على الأثير..

ليلتين ،

فقط...

2004/04/24

أسفار..

خريطة وجهك أعلنت نهايتي

أين تسافر بعينيك، "عيوني"؟

أسئلتي كثيرة

أجوبتك لا تشفي

ولا شفتيك..

الشوق هزأ مني اليوم على عقارب ساعتك..

دموعي هذا الصباح سألت المرآة

قبل الأسئلة، قبل الأجوبة

هل لقاؤنا هذا لقاء الوداع

عندما ستنظر إليّ بكل صحوك؟..

ها أنت الآن أمامي

قامتك محت كل الدمع

كمدى جبالك، كالحياة، كالإنتظار..

كسطوح القرميد الأحمر، كشجر الصنوبر..

فإحتفظ بي في كنفك،

لا تضيّع يدك يدي...

سأقطع كل بقاع الأرض

بحثاً عن هوائي عندك

صرخة حنين، عشق بلا عمر..

متى تنده لي: أنتظرك، تعالي

شوقي يزيد عن شوقك...

2004/04/20

حزن

لستً جزءٌ منكَ

أنظر إليّ، إنني فقط

أشعر بك، أشعر بألمك

فأبقني الصدر لرأسك

كلمة لأهوائك..

هربُك إلى الأمام..

يغطّي هربي منك في الأمس

رداء هواك الغريب..

وقد نسيتَ الغزل الإباحي

باللهجة الفرزلية؟

لم تقرأ حتى هلوستي القديمة

في قصيدة ناجت السهر

أهملتها..لم تراها

يا خوفي من أن تضيّعني

وتتركني أرحل...

فلا تعود تراني، كما أنا..

سكن الأرق على وسادتي

يعينني على النوم

بدون ذراعيك تضمني...

لِم أتيت إليّ، تسرق نعاسي

وحزنٌ أبقيته دفيناً .. يضحك

الحلمُ ممنوعٌ، والعشقً ممنوعٌ

تقول لي: يا ورقة الورد

وأخشى غد الوردة تذبل

حتى لو سقاها لحظًكَ..

وإن سقيتها بماؤكَ..

وإن أسكرها كأسي..

غداً سننتهي، كقصص الكتب السحرية

انت اللامعقول، وأنا الجنون

إثنان تائهان على أوجههما

لما يلتقيان، وقد خَلقا ليضيعا؟

تعالى نمشي على دروبنا المفترقة

يدي بيدك.. بعيدّين

عن مواضيع العشق

وأحلام السعادة..

هي ليست لنا

ونحن لسنا فيها..

لنذكر معاً ورق الورد

وغيث المطر..

2004/04/13

إستسلام..بلا أسئلة..

صدرُكَ..موقعي

إستسلًمًت عليهِ كلّ أسلحتي

وانكفأت.. من دون أسئلة، بدون شروط

أرًدتُ خسارتي أمام حُسام سيفكَ

حاربتُ جناحَ ذراعيّك تضُمُّ ذاتي..

أيها النسر..

فاجأتني..عنفواناً..رجفةً..

رغبةً منسية..شعراً غير مكتوب..

شوقي لك..منذ أول اللقاء، هناك..

شوقي لك..عند إمتداد رائحة يديك، في تلك الليلتين..

شوقي لك..مع رحيلنا.." صباح الخير"..

شوقي لك..كالصحراء ال"موّرِدة" من غيث مائك..

قاتلتك؟ نعم..ندم..

ألمك رسم إشارات لألمي..

إنسجاماً متكاملاً بين ألميّن..

معنىً لحياة..معنىً لفناء...

ناداك خوف إنتظاري: " أردتُكَ"

كما أنت، كما أنا، قلتَ لي أنت: "كما نحن"

مع كل الأحزان..مع كل القصص..

جنونٌ يكلم العقل، يمسّه هذياناً..

عيناك..ضياع لرغبتي ..اللامتناهية منكَ

هواؤك نقطة دائرية ..نفتش فيها معاً عن ضوء

خارج غياهب سجن الأشباح

بعيداً عن سر اللغات الأجنبية

هرباً من أحلام السواد

هوائي بياضاً على رغوة أمواجك..

كأسنا..شربناه مرارة سنين

مَحَتها شفتاكَ، هكذا

خمسون سنة منك، ألستَ إبن الثمانين؟

خمسة عشر مني، ألستُ طفلةً في حضنكً؟

خرجنا معاً من عالم النسيان

تحدّي ضمّي لرأسكً على دفء صدري

تعدّي دندنتُكَ ألحاناً قديمة على مساحاتي..

معاني الشوق، شرحتها لي شغفاً

فأدمغتً حريري..أدميتَ ذاتي

قبلاً تحيي الرعشة منكَ

موتي..قميص نيلي على ظلالكَ المشتعلة

موتكَ..نارٌ تلتهمني، "مجّة" سيجارة

تعيشها بلحظاتها..وأعيشها بلحظِكَ

الهروب عنكَ..مُحال

البقاء معك..حيرة

أريدكَ جرحاً ينزفُ فيَّ

شهقة إنتظار..لقتلي مجدداً..

مناداة..لأستسلم لك

يا ويلك من نفسي

ويا ويلي منكَ

إن لم تحييني

مجدداً..

2004/03/31

ربع الليل..


إنقسمت هذه الليلة أرباعاً...
مدينة نائمة على حلم أمجاد هوّت..
سواد صنوبرة تلمع في غيمة ضباب خجول..
سكون سماء تاهت مع ضوء القمر..
كتفك دافىء إنشدّ إليه شعري...
رائحتك..خبأتها في شاليَّ الأزرق
طاعة لصوت يخرج من آهات سحر
مداعبة أنامل ضوء على أماكني
ويد ترسم رقعاً للذّة، رحيقاً للشغف
على جلدي..
غير مألوف، هذا الليل...
إنشداد الأبيض للأسود، والأسود للأبيض
نغوص به معاً في عتمة جنون أبدي..
نخرج به معاً من خطوط قلق دفين..
إثنان...
من أمواج إستفزّت اللامعقول
من رغبة تحادثت مع الصمت
من عناق ـ عراك ـ ألم..
من طاعة ـ إستسلام ـ قمم..
واحد لواحد، كيان لكيان، ماء لماء...
إثنان..
ألغيا خطوط الأزمنة كلها..
حيوان إمتزج بحيوان، إنسان قوبل بإنسان
حرية مارست عبودية، رجل إنفجر في إمرأة
إثنان..غريبان..مخلوقاً واحداً
من بركان ظلمة..من غابة نور...

أمل
31/3/2004

2004/03/15

WHY DO I BELIEVE IN JESUS CHRIST?

Why do I BELIEVE in Jesus Christ ( al Nabi 3Issa 3alayhi al salam) ??
Is it because I was obliged to according to my parents' beliefs in God, in the Holy Books, The Bible and El Kur’an, and in the Prophets?? Or because I was raised in a multi-national and multi-confessional family, with these peculiar (but not weird) open-mindness and open-heartness towards the others in the society?? Or because I am a SSNP Rafika who read Antoun Saadeh's book "" Al Islam fi Rissalatayhi, al Massi7iya wa al Mouhamadiya” and who believes in this principle of freedom of faith that Al Za3im spread in all his writings??
None of the answers to the questions above are the only good ones!! I am not a theologian versed in neither Christianism nor Islam, I try to understand things with the help of my reason , through my readings , by looking at and analyzing what is around me and because I am a believer in God and His Scriptures , and not an atheist , even though I am a SSNP rafika and a defender of the Syrian National Social Ideology.
I believe in Jesus Christ because He said: " You know the Right , and the Right will liberate you !" (Ta3rifoune el 7ak , wa al 7ak you7arirakom).
The Right ‘‘ al 7ak '' is in accordance with what is good , proper and just . It must be in conformity with fact, reason, some standard and principles and correct in judgement, opinion and action. The Right '' al 7ak '' is a just claim whether legal, prescriptive or moral.
Jesus Christ used the words '' you Know =ta3rifoune / the Right = al 7ak / IS your Liberation =you7arirakom '' when addressing people. He believed in the human being's reason and knowledge, he didn't ask about these two essential parts of man's mind, he insisted on them as being there .He concluded by speaking of the man's Liberation, is it either moral or social.
I believe in Jesus Christ because I believe in the human being. The common point between the two is Liberty > Liberty includes all domains (social, cultural, thoughts, beliefs, etc and the list is not exhaustive) without any discrimination or prohibition between either of the domains.
Allow me to tell you about my experience in the social work. During “The Grapes of Wrath ''Zionist’operations( 3anakid el ghadab), many people from South Lebanon were obliged to run away from the zionists'attacks and came to stay in schools or institutions or houses in Beirut and other regions , with most of them nothing but their own clothes . As a social activist and a citizen ( let me not say as a SSNP rafika ), I tried to provide the maximum help in all ways to them during their stay , like many other citizens did. Then things came to normal and they could return live in their homes and on their land.
Let's imagine the International community or whoever other negotiators didn't arrive to a settlement of this matter of refugees at that time , which would have meant these citizens of South Lebanon would be still in Beirut and other regions and living from people's helps and donations . This situation would have created a major social and human problematic, due to the israeli occupation , like it used to be in South Lebanon before its liberation , like it is still in Palestine and in the occupied lands of al Goulan Heights and Chabaa Farms .
Jesus Christ’s Teachings taught us to exhibit a spirit proper to them, as in having a loving regard for other persons, and even in loving our ennemies. How could I conciliate the two if I had the dramatic human situation described above, on my own land and among my own people? Did Jesus Christ teach me that if my neighbour is mean and hurts my own family , I shall love my neighbour's family and offend mine ??Or must I struggle very hard to bring comfort and peace to my own family?? If it were so, then the Christian Martyrs who died for their faith in many countries of the world would have disappeared completely and with them their religious beliefs. Instead of that, they fought for their moral, human, religious and social liberation, for WHAT IS RIGHT, as Jesus Christ said.
Antoun Saadeh, when speaking about the Syrian National Social idelogy to people, used the same language .He wanted to spread the ideals of Goodness, Right and Beauty ‘‘alkheir, al7ak wa aljamal ''.
He was not a prophet, but he was the precursor of an ideology that should bring the best for the national interest of al Oumma al Sourya. He had the ability of seeing things coming and of good reasonning about different situations and issues. He only dealt with religions because he believed that Christianism and Islam have both the same essence and his approach was in order to unify the people living on the same land in the same Syrian nation.
Jesus Christ addressed my spiritual life ( and so did al Nabi Mohamad 3aleyhi al salat wa alsalam ), A.Saadeh's my reality and my existence on this land ,as I am a human being made out of soul and body.
Both Jesus Christ and Mohamed brought God's words in order to improve our life on earth. If God 'Allah ''The All Mighty '' wanted the human being to live in mysticism and to be only religious , then why did He create the body and not only the soul ?? Let us not interfere in his Creation; we are only poor human beings. But whenever I allow my body senses and pleasures to become my main interests in life, then I will become a '' friend of the world and the enemy of God ''.
Religions told us to create a balance in everything, a balance in dealing with our spiritual life and our materialistic and realistic one.
Saadeh al Mo3alem taught us to deal with our reality as members in this nation, and to fight with our reason and blood, so we don't remain like animals imprisonned (in all ways and means) by internal or external Forces '' a3da2 al dakhil wa al kharij '' whose interests are in contradiction with our national interests and well-being.
To conclude , if I look up the meaning of the word Jesus in an English dictionnary , I will find this “Jesus , from Hebrew Yeshu” , a syncopated variance of Yehoshua = God is Help ''' and I remember the saying '' Help yourself so God would help you '' ( sa3ed nafssak la Allah yissa3idak ).

Tahya Sourya wa yahya Saadeh

2004/02/15

وا…سعاداه…

100 سنة على ولادتك يا عبقري الأمة، وبدل أن أحتفل وأضحك لهذه المناسبة، يدوي صراخي تردده أصداء جبال وسهول سوريا: وا…سعاداه…
أين الأمة السورية الموحدّة التي أقسمنا في قسم إنتمائنا على أن نعمل لها؟ نردد أن سايكس ـ بيكو جديد حصل، ونبقى متفرجين نصدر البيانات تلو البيانات، للشجب و التنديد فقط ..
أين أفراد العائلة السورية القومية الإجتماعية الذين يعملون بكد وعزم وصدق لنشر مبادىء النهضة ؟ أولاد القوميين يدخلون أفواجاً في المؤسسات الطائفية المحاربة لقيمنا..
أين مقاومة رفقائنا القوميين مع مواطني شعبنا المقاتلين بالسلاح والشجاعة والإقدام من أجل تحرير فلسطين، العراق، الجولان، مزارع شبعا، كيليكيا والإسكندرون والأهواز؟لم نعد حزب ثوري، واأسفاه…
أين مَن يقف ليقول لمن إبتكر ويبتكر وسيبتكر مناورات سياسية أو خطط تسوية أو إتفاقيات شراكة وتطبيع مع أعدائنا ومحتلين أرضنا: كفى! نحن نقاتلكم وبالمرصاد لكم!
أين من يسكِّت أعضاء من حزبنا وبعض المسؤولين منهم الذين يدعون إلى إعتبار اليهود غير الصهاينة، ومعاملتهم على هذا الأساس، مع تقديم حجج واهية، وبذلك يخرجون عن المبدأ الأساسي الرابع الذي وضعته، يا زعيمنا؟
أين التضحيات الكبيرة، والمسؤولية الحقّة، والخطط النظامية لإعلاء شأن حزبك ومبادئك ؟
وا…سعاداه…

2004/01/17

الحلم..منك

يحمل الجرح الأولي جرح النهاية

يعبث الإلغاء في عمق الألم المنطوي

منذ أدخلتني إليه، عجباً

سؤالاً غريباً ،بقايا لبداية،

أشعلتُ فيها أنت بإستمرار

مع حطب إنذارات الأمس القريب

ناراً متوقدة لشغفي منك..

لم يستمع للنهاية

خوفي من رحيلك عن جنوني

ولا إستيعاب لهفتي نحوك

ولا سفري معك سطوراً،

نحو جزيرة حكايات للسعادة..

لم تفهم معناها، للنهاية

صورة إبتسامة الطفلة الشقية

أم الجدائل الخرنوبية

تلك التي عيناها تبكي..

هذا الحلم، كيف يتحقق،

وهو واللاوعي توأمان

وهو الحزن بعينه، كلمات ممزوجة

بطيّات الذاكرة الشَرَطية،المجبولة بالنسيان؟

أأبتعد عنك، وأنا منذ بداية الخلق

سلمتك ذاكرتي،

رغبتي منك، إمرأة منك

صرخت لك بروحي:

"أحمل في أحشائي رجل

هو أنت

وأنتظر الخلاص..."

دعني، أرجوك،

أدخل مع تعب خطوطي

وألحان أحرفي، وشروطك

إلى مداك،

لا تغلق نوافذ الهواء عني

دعني أتنفس منك

لا تسدّ مسامري وشراييني

إجعلني حركة منك

إنتشلني بيديك من الغرق

في تحدي أمواج نزف الغضب..

من رقبتي، تملكني، روّضني

فرساً بحرية، عطاء بلا حدود

دع مائك تنقاد بين أصابعي

أوتاراً شعرية، أقواساً لقزح يتجدد

حياة لماض عتيق، أفقاً زمردياً...

بحث هذه المدونة الإلكترونية

أرشيف المدونة الإلكترونية

Powered By Blogger
Powered By Blogger
Powered By Blogger

المتابعون


Translate

المشاركات الشائعة

المشاركات الشائعة